انتشر في منازل الناس واستراحاتهم ما يُسمى بالدش أو بالقنوات الفضائية والتي عرفنا عنها أنها تنقل الصور الخليعة والنساء العاريات وما شابه ذلك، نرجو تحذير الناس من هذا الداء الذي انتشر انتشار النار في الهشيم.
الجواب
لا شك أن هذا أمر جد خطير، وداء انتشر بين المسلمين، هو في الحقيقة أشد من الأدواء التي تسمى الفسيولوجية، وأشد من داء السرطان، والإيدز، هذا أمر يقضي على الدين، ويقضى على حياة المسلمين.
وهو كغيره يحتج فيه البعض أنه يوجد فيه الخبيث والطيب، فنقول: نعم.
فيه خبث وفيه طيب، لكن الله جل وعلا أيضاً ذكر عن الخمر أن فيه منافع للناس، وإثم كبير؛ لكن الإثم أكبر من النفع، فكثير من الناس يحتج بإدخال هذا الجهاز على أنه يسمع فيه الأخبار، فأقول:
أولاًَ: إن في الأخبار المسموعة في الإذاعات ما يغني عن الأخبار المرئية.
ثانياً: هل من معرفتك للأخبار مصلحة تحيا بها لله جل وعلا، وتموت عليها، وتقابل بها ربك في مقابل المضرة التي يسمع فيها أبناؤك وبناتك من الفُحش والتفحش وما حرم الله؟
ماذا تقول لربك جل وعلا؟
هل سيسألك الله: هل علمت بما حصل في البوسنة والهرسك؟
لم تؤمر بذلك شرعاً؛ لكن معرفتك بأحوال المسلمين أمر مطلوب؛ لكنه لا يأمرك بذلك، ونحن عشنا في بيوتنا بلا شيء من ذلك، ومع ذلك نعرف أخبار العالم وأحوال الناس، فهذه من الشبه التي يلقيها ضعاف المسلمين.
وفي الحقيقة -أيها الإخوة- أن من أدخل مثل هذا، لا سيما في بعض القنوات التي تبث الجسم عارياً تماماً بحيث يكون الرجل مع المرأة كما يكون الرجل مع زوجته، إلا من رحم، فهذا من أدخله في بيته، فهو على خطر عظيم، وكأنه جاء برجل من الخارج وبامرأة وأدخلهما في البيت، ليمارسان هذه الممارسة أمام أبنائه، ولو قلتَ له ائت بالخادمة وبسائق جارك ليفعلان ما يُفعل في الدُّش في بيتك، لاستغرب منك.
ففي الحقيقة بعض الناس يغفل عن ذلك، فينبغي التنبه إليه -أيها الإخوة- وليس ذلك منعاً -والله- دون أن يترقى الإنسان وأن يفهم، نحن نقبل الفهم الذي هو الفهم الصحيح، أما أن يقبل المرء الفساد لدينه ونفسه فلا، الرجل يرى من المرأة معصماً أو عينين فيفتتن، فكيف إذا رآها متجردة، أو رأى ما يدعو إلى الفحش والتفحش، وما يثير مكامن الشهوة التي تمتد كاللهيب إلى جارحة الرجل، والتي يترجمها عن زناً أو نحو ذلك مما حرم الله.