للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تاريخ الكتابة بالقلم]

لقد كان الخط في مبدأ ظهور الإسلام هو الخط الأنباري، وكان يُكتب به النزر اليسير من العرب عامة، وبضعة عشر من قريش خاصة، وبعد انتصار النبي صلى الله عليه وسلم في بدر؛ أُسِرَ جماعةٌ من المشركين كان من بينهم بعض الكُتَّاب، فقُبِل الفداء من أمِّيِّيهم، وفادَ الكاتبَ فيهم بتعليم عشرة من صبيان المدينة، فانتشرت الكتابة بين المسلمين، وحضُّوا على تعلمها، واشتهر كُتَّاب الصحابة؛ كـ زيد بن ثابت، ومعاوية، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

ثم ازدادت انتشاراً في عهد التابعين على قلة الإمكانات وعسر الحال.

يقول سعيد بن جبير رحمه الله: [[كنت أجلس إلى ابن عباس فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ، ثم أقلب نعليَّ فأكتب في ظهورهما]] .

وقال عبد الله بن حنش: [[رأيتهم عند البراء يكتبون بأطرف القصب على أكفهم]] .

وذكر الإمام الدارمي رحمه الله: أن أباناً رحمه الله كان يكتب عند أنس في سبورة.

قال سعيد بن العاص رضي الله تعالى عنه: [[من لم يكتب فيمينه يُسرى]] .

وقال معن بن زائدة: إذا لم تكتب اليد فهي رجل.

هذه النصوص وأمثالها لا أبعاد لها إلا التحضيض والترغيب في الكتابة وتعلمها ليس إلا.