للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا هُشَيم، أنبأنا حجَّاج وابنُ أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس في الجنابة تصيب الثوب قال: إنما هو كالنُّخَامة أو النُّخَاعة أَمِطْهُ عنك بخِرقَةٍ أو بإذخِرَة (١).

قالوا: وقد روى الإمام أحمد في "مسنده" (٢) من حديث عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلُتُ المَنِيَّ من ثوبه بعرق الإذخِر ثم يصلِّي فيه، وتَحُتُّه من ثوبه يابسًا، ثم يُصلي فيه.

وهذا صريحٌ في طهارته، لا يحتملُ تأويلًا ألبتة.

قالوا وقد روى الدِّارقطني (٣) من حديث إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا شَريك، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن ابن عباس قال: سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المَنِيِّ يُصيبُ الثوبَ، قال: إنما هو بمنزلة البُصاق والمُخاط، وإنما يكفيكَ أن تمسحَهُ بخِرقة أو بإذْخِرَةٍ (٤).

قالوا: وهذا إسناد صحيح، فإن إسحاقَ الأزرقَ حديثُه مخرّجٌ في "الصحيحين"، وكذلك شَرِيك، وإن كان قد عُلِّل بتفرد إسحاق الأزرق به فإسحاقُ ثقة محْتَجٌ به في "الصحيحين"، وعندكم تفرُّد الثقة بالزيادة مقبول.

قال المُنَجِّس: صحَّ عن عائشة أنها كانت تغسِلُه من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٥)، وثبت عن ابن عباس أنه أمر بغسله.


(١) (١/ ٨٣).
(٢) (٦/ ٢٤٣).
(٣) "السنن": (١/ ١٢٤).
(٤) وأخرجه الطبراني في "الكبير": (١١/ ١٤٨)، والبيهقي: (٢/ ٤١٨) عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- مرفوعًا، ثم أخرج البيهقي الرواية الموقوفة ثم قال: "هذا صحيح عن ابن عباس من قوله، وقد روي مرفوعًا ولا يصحّ رفعه" اهـ.
(٥) أخرجه البخاري رقم: (٢٢٩)، ومسلم رقم (٢٨٩).