للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* مجَلَّتُهم ذَاتُ الإلهِ ودِيْنُهم *

فقد بان غلطُ من جعل هذه اللفظة عبارة عن نفس ما أضيفت إليه" (١).

وهذا من كلامه من المرَقِّصات، فإنه أحسن فيه ما شاء. وأصل هذه اللفظة هو تأنيث "ذو" بمعنى صاحب، فذات صاحبة كذا في الأصل، ولهذا لا يقال: ذات الشيء، إلا لما له صفاتٌ ونُعوت تُضَاف إليه، فكأنه يقول: صاحبة هذه الصفات والنعوت ولهذا أنكر جماعة من النحاة منهم ابن بَرْهان وغيره (٢) على الأصوليين قولهم: الذات، وقالوا: لا مدخل للألف واللام هنا، كما لا يقال: الذو، في "ذو"، وهذا إنكار صحيح، والاعتذار عنهم: أن لفظة الذات في اصطلاحهم قد صارت عبارة عن نفس الشيء وحقيقته وعينه، فلما استعملوها (٣) استعمال النفس والحقيقة عرَّفوها باللام وجرَّدوها، ومن هنا غلَّطَهم السهيليُّ، فإن هذا الاستعمال والتجريد أمر اصطلاحي لا لغوي، فإن العرب لا تكاد تقول: ذات (٤) الشيء لعينه ونفسه، وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب إليه ومن جهته،


(١) هنا انتهى النقل من "النتائج" وحدذ المصنِّف سطرين من آخره؛ لما فيها من عقيدة باطلة، وهذا من تصفية المؤلف لكلام السُّهيلي الذي أشرنا إليه في المقدمة.
(٢) "منهم ابن برهان وغيره" ليست في (ظ ود)، وتحرَّفت "ابن برهان" في "المنيرية" إلى: "هان"!.
وابن بَرهان -بفتح الباء- هو: عبد الواحد بن علي أبو القاسم الأسدي العُكبَري النحوي ت (٤٥٦)، انظر: "بغية الوعاة": (٢/ ١٢٠ - ١٢١).
(٣) (ق): "فاستعملوها".
(٤) تحرفت في (ظ ود) إلى: "رأيت".