للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرفوعًا (١) لم يعمل فيه، حيث لم تكن أفعالاً، كـ "علمت وظننت" فتعمل (٢) في الجملة كلها.

وأيضًا أرادوا إظهار تشبُّثها بالجملة فاكتفوا بتأثيرها في الاسم الأول، يدلك على أنها لم تعمل في الاسم الثاني أنه لا يليها؛ لأنه لا يلي العامل ما عمل فيه غيره، فلو عملت فيه لوليها، كما يلي "كان" خبرها، ويلي الفعل مفعوله.

نعم، ومن العرب من أعملها قي الاسمين جميعًا، وهو قَوِيٌّ في القياس؛ لأنها دخلت لمعان في الجملة فليس أحدُ الاسمين أولى بأن تعمل فيه من الآخر، قال (٣):

إِنَّ العَجُوز خبَّةَ جَرُوزًا ... تأكلُ كُلَّ ليلةٍ قَفِيْزا

وقال (٤):

كأنّ أُذْنيه إذا تَشَوَّفا ... قادمةً أو قَلَمًا مُحَرَّفا

وليس هذا من باب حَذْف فعل التشبيه كما قال بعضهم، فإن هذا لغة قائمة بنفسها.

واعلم أن معاني هذه الحروف لا تعمل في حالا ولا ظرف، ولا يتعلق بها مجرور، لأنها معانٍ في نفس المتكلم، كالاستفهام والنفي


(١) (ق): "نصبًا"!.
(٢) (ق): "فتقول".
(٣) الرجز في "نوادر أبي زيد": (ص/ ١٧٢)، وقائله مجهول، وهو من شواهد "الهمع"، انظر "الدرر اللوامع": (٢/ ١٦٧).
(٤) هو: محمد بن ذؤيب العماني الراجز، وقيل: لأبي نخيلة، وهو من شواهد "المغني" و"الأشموني"، انظر: "الخزانة": (١٠/ ٢٣٧).