المعنى بعينه قد ذكره السهيلي، فوافق فيه الخاطرُ الخاطرَ".
ونقل عنه في موضع (١/ ٣٦١) وقال: إن هذا المعنى وقع له أثناء إقامته بمكة، وكان يجول في نفسه فيضرب عنه صفحًا، لأنه لم يره في مباحث القوم، ثم رآه بَعْدُ لاثنين من النحاة، أحدهما لا يعرفه .. والآخر السهيلي، فإنه كشفه وصرّح به.
وعلى هذه الوتيرة سارَ المصنّف في النقل عن السهيلي من الإشارة إليه ونقل كلامِه بنصِّه، إما في أول الفائدة أو في آخرها، أو في درج الكلام ناسبًا إليه أكثر تحقيقاته وبدائعه، مع الثناء البالغ والاعتراف له بالفضل: والتقدّم.
فمن الثناء عليه قوله (١/ ٣٨): "وهذا الجواب من أحد أعاجيبه وبدائعه رحمه الله" وقوله (١/ ٥١): "وهذا الفصل من أعجب كلامه، ولم أعرف أحدًا من النحويين سبقه إليه"، وقوله (٢/ ٤٠٢): "وهذا من كلامه من المرقِّصَات، فإنه أحسن فيه ما شاء" وقوله: (١/ ١١٦): "وقد تولَّج -رحمه الله- مضايق تضايق عنها أن تولجها الإبر، وأتى بأشياء حسنة. . . ". واعترف له بالسبق والفضل والتقدُّم في (١/ ١٤٢). فقال: "فهذا تمام الكلام على ما ذكره من الأمثلة وله -رحمه الله- مزيد السبق وفضل التقدم.
وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ ... لم يستطع صولةَ البُزْلِ القناعيسِ"
وأثنى على قوَّته فقال (١/ ٣٢٦): "هذا كلام الفاضل، في هو كما، ترى كأنه سيل ينحط من صبب"، وأثنى على ذهنه الثاقب وفهمه البديع (٢/ ٤١٦).
فهذا كما ترى جلاءً ووضوحًا في الاعترافِ للسهيلي، وعدم