للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جزم الأصحاب هنا بأن أحد المتداعيين زوجية امرأة (١) لا يدعي على صاحبه بل عليها، وحكى الرافعي في النكاح والرجعة وجهًا أن أحد المتداعيين يدعي على الآخر، وهذا الوجه لا يقتضي دخولها تحت يده، وإنما الدعوى لكونه حائلًا بينه وبينها (٢)، وقول الرافعي: "إن منافعه تضمن بالعقد الفاسد" تبع فيه المتولي، ولا شك أن من حبسه ومنعه الطعام والشراب حتى مات أنه قاتله، فهذا دل على دخوله تحت اليد، وقد نصُّوا (٣) في كتاب "السير": "أن الإمام إذا أكره أهل الذمة وأخرجهم منها، وحملهم على الجهاد أنه يجب لهم أجرة المثل".

فائدة: اليد لها معاني السراية: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: ٣٨] القوة، {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]، و {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} [التوبة: ٢٩] محتمل لها، وإسداء (٤) النعمة: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤]، وجملة الإنسان {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} (٥) [الشورى: ٣٠].

* * *


(١) في (ق): "أوجب إقراره".
(٢) كذا في (س)، وفي (ن) و (ق): "فيستوفيها".
(٣) أي عن الإمام الشافعي.
(٤) في (ق): "وابتداء".
(٥) "الأشباه والنظائر" لابن السبكي (١/ ٣٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>