للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصح لاعتضاد (١) نيته بأصل وهو بقاء الحدث فلا يضر التردد منه، قال ابن السبكي (٢): في الثانية دون الأولى.

- ومنها: لو قال: هذه زكاة مالي الغائب إن كان سالمًا، فإن كان تالفًا استرددتها، ولو قال: إن كان مورثي قد مات وورثته فهذه زكاة المال، فبان ذلك حيًّا لا يحسب؛ لأن الأصل بقاء المورث فلم (٣) يعتضد التردد بالأصل.

- ومنها: لو قال في آخر شعبان إن كان غدًا من رمضان فأنا صائم عنه [حنث] (٤) حيث لا يصح لو بأن منه، بخلاف قوله في آخره: أنا صائم غدًا إن كان [منه (٥)؛ حيث يصح، وسوى الإمام أبو حنيفة والمزني (٦) بين المسألتين في


(١) في (ن) و (ق): "لاعتقاد".
(٢) هو عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام، العلامة، قاضي القضاة، تاج الدين أبو نصر ابن الشيخ الإمام تقي الدين السبكي، ولد بالقاهرة سنة سبع وعشرين وسبعمائة، واشتغل بالطلب على والده وعلى غيره، أفتى ودرس وحدث وصنف وأشغل، درَّس بمصر والشام بكبار المدارس، وانتهت إليه رئاسة القضاء والمناصب بالشام، وكان سيدًا جوادًا كريمًا مهيبًا يخضع له أرباب المناصب، ومن أهم تصانيفه: "شرح مختصر ابن الحاجب"، "شرح منهاج البيضاوي"، "الأشباه والنظائر"، "طبقات الفقهاء"، "جمع
الجوامع"، توفي شهيدًا بالطاعون سنة إحدى وسبعين وسبعمائة (٧٧١ هـ)، راجع ترجمته في "طبقات الفقهاء الشافعية" (٢/ ١٧٧ - رقم ٦٤٩).
(٣) في (ق): "ولم".
(٤) سقطت من (ن).
(٥) أي إن كان من رمضان.
(٦) هو إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق، أبو إبراهيم المُزَني، المصري، الإمام الفقيه، أخذ عن الشافعي، وكان يقول: أنا خُلق من أخلاق الشافعي، كان زاهدًا عالمًا مجتهدًا، مناظرًا، ذا حجة غواصًّا على المعاني الدقيقة، ولد سنة خمس وسبعين ومائة، وصنف كتبًا كثيرة، قال عنه الشافعي: المزني ناصر مذهبي، توفي سنة أربع وستين ومائتين =

<<  <  ج: ص:  >  >>