للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَلِكْنِي يَا عُيَيْنَُ إِلَيْكَ قَوْلًا ... سَتَحْمِلُهُ الرُّوَاةُ إِلَيْكَ عَنِّي

قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الرِّسَالَةُ أَلُوكًا لِأَنَّهَا تُؤْلَكُ فِي الْفَمِ، مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: الْفَرَسُ يَأْلُكُ بِاللِّجَامِ وَيَعْلُكُهُ: إِذَا مَضَغَ الْحَدِيدَةَ. قَالَ: وَيَجُوزُ لِلشَّاعِرِ تَذْكِيرُ الْمَأْلَكَةِ. قَالَ عَدِيٌّ:

أَبْلِغِ النُّعْمَانَ عَنِّي مَأْلُكًا ... أَنَّهُ قَدْ طَالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي

وَقَوْلُ الْعَرَبِ: " أَلِكْنِي إِلَى فُلَانٍ "، الْمَعْنَى تَحَمَّلْ رِسَالَتِي إِلَيْهِ. قَالَ:

أَلِكْنِي إِلَيْهَا عَمْرَكَ اللَّهَ يَا فَتَى ... بِآيَةٍ مَا جَاءَتْ إِلَيْنَا تَهَادِيَا

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَلَكْتُهُ أُلِيكُهُ إلَاكَةً: إِذَا أَرْسَلْتُهُ. قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: اسْتَلْأَكَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ، أَيْ: ذَهَبَ بِرِسَالَتِهِ، وَالْقِيَاسُ اسْتَأْلَكَ.

[بَابُ الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ وَمَا بَعْدَهُمَا فِي الثُّلَاثِيِّ]

(أَمَنَ) الْهَمْزَةُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ أَصْلَانِ مُتَقَارِبَانِ: أَحَدُهُمَا الْأَمَانَةُ الَّتِي هِيَ ضِدُّ الْخِيَانَةِ، وَمَعْنَاهَا سُكُونُ الْقَلْبِ، وَالْآخَرُ التَّصْدِيقُ. وَالْمَعْنَيَانِ كَمَا قُلْنَا مُتَدَانِيَانِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَنَةُ مِنَ الْأَمْنِ. وَالْأَمَانُ إِعْطَاءُ الْأَمَنَةِ. وَالْأَمَانَةُ ضِدُّ الْخِيَانَةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>