يُذَدْنَ ذِيَادَ الْخَامِسَاتِ وَقَدْ بَدَا ... ثَرَى الْمَاءِ مِنْ أَعْطَافِهَا الْمُتَحَلِّبِ
وَيُقَالُ: الْتَقَى الثَّرَيَّانِ، وَذَلِكَ أَنْ يَجِيءَ الْمَطَرُ [فَيَرْسَخَ] فِي الْأَرْضِ حَتَّى يَلْتَقِيَ هُوَ وَنَدَى الْأَرْضِ. وَيُقَالُ أَرْضٌ ثَرْيَاءُ، أَيْ ذَاتُ ثَرًى. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: ثَرِيتُ بِفُلَانٍ فَأَنَا ثَرٍ بِهِ، أَيْ غَنِيٌّ عَنِ النَّاسِ بِهِ. وَثَرَا اللَّهُ الْقَوْمَ كَثَّرَهُمْ. وَالثَّرَاءُ: كَثْرَةُ الْمَالِ. قَالَ عَلْقَمَةُ:
يُرِدْنَ ثَرَاءَ الْمَالِ حَيْثُ عَلِمْنَهُ ... وَشَرْخُ الشَّبَابِ عِنْدَهُنَّ عَجِيبُ
(ثَرِبَ) الثَّاءُ وَالرَّاءُ وَالْبَاءُ كَلِمَتَانِ مُتَبَايِنَتَا الْأَصْلِ، لَا فُرُوعَ لَهُمَا. فَالتَّثْرِيبُ اللَّوْمُ وَالْأَخْذُ عَلَى الذَّنْبِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [يوسف: ٩٢] فَهَذَا أَصْلٌ وَاحِدٌ. وَالْآخَرُ الثَّرْبُ، وَهُوَ شَحْمٌ قَدْ غَشَّى الْكَرِشَ وَالْأَمْعَاءَ رَقِيقٌ ; وَالْجَمْعُ ثُرُوبٌ.
(ثَرَدَ) الثَّاءُ وَالرَّاءُ وَالدَّالُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ فَتُّ الشَّيْءِ، وَمَا أَشْبَهَهُ. يُقَالُ ثَرَدْتُ الثَّرِيدَ أَثْرُدُهُ. وَيُقَالُ - وَهُوَ مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ - إِنَّ الثَّرَدَ تَشَقُّقٌ فِي الشَّفَتَيْنِ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الذَّبِيحَةِ: «كُلُّ مَا أَفْرَى الْأَوْدَاجَ غَيْرَ مُثَرَّدٍ» ، وَذَلِكَ أَنْ لَا تَكُونَ الْحَدِيدَةُ حَادَّةً فَيَثُرَدَ مَوْضِعُ الذَّبْحِ، كَمَا يَتَشَقَّقُ الشَّيْءُ وَيَتَشَظَّى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute