وَيُقَالُ: الْعَرْجُ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ. وَهَذَا الْأَصْلُ قَدْ يُمْكِنُ ضَمُّهُ إِلَى الْأَوَّلِ، لِأَنَّ صَاحِبَ ذَلِكَ يُعَرِّجُ عَلَيْهِ وَيَكْتَفِي بِهِ.
وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الْعُرُوجُ: الِارْتِقَاءُ. يُقَالُ عَرَجَ يَعْرُجُ عُرُوجًا وَمَعْرَجًا. وَالْمَعْرَجُ: الْمَصْعَدُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: ٤] . فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ:
حَتَّى إِذَا مَا الشَّمْسُ هَمَّتْ بِعَرَجْ
فَقَالُوا: أَرَادَ غَيْبُوبَةَ الشَّمْسِ. وَهَذَا وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ غَيْرُ مُلَخَّصٍ فِي التَّفْسِيرِ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى أَنَّهَا لَمَّا غَابَتْ فَكَأَنَّهَا عَرَجَتْ إِلَى السَّمَاءِ، أَيْ صَعِدَتْ. وَمِمَّا يُؤَيِّدُ هَذَا قَوْلُ الْآخَرِ:
وَعَرَّجَ اللَّيْلَ بُرُوجُ الشَّمْسِ
فَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ الصَّحِيحُ.
(عَرَدَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالدَّالُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى قُوَّةٍ وَاشْتِدَادٍ، وَالْآخَرُ عَلَى مَيْلٍ وَحِيَادٍ.
فَالْأَوَّلُ الْعَرْدُ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الصُّلْبُ. قَالَ:
عَرْدَ التَّرَاقِي حَشْوَرًا مُعَقْرَبَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute