لَا يَهْتَدِي فِيهِ إِلَّا كُلُّ مُنْصَلِتٍ ... مِنَ الرِّجَالِ زَمِيعِ الرَّأْيِ خَوَّاتِ
هَذَا هُوَ الْأَصْلُ. ثُمَّ يُقَالُ خَاتَتِ الْعُقَابُ، إِذَا انْقَضَّتْ ; وَهِيَ خَائِتَةٌ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
فَأَلْقَى غِمْدَهُ وَهَوَى إِلَيْهِمْ ... كَمَا تَنْقَضُّ خَائِتَةٌ طَلُوبُ
وَيُقَالُ: مَا زَالَ الذِّئْبُ يَخْتَاتُ الشَّاةَ بَعْدَ الشَّاةِ، أَيْ يَخْتِلُهَا وَيَعْدُو عَلَيْهَا. فَأَمَّا مَا حَكَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ مِنْ قَوْلِهِمْ خَاتَ يَخُوتُ إِذَا نَقَضَ عَهْدَهُ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْبَابِ، كَأَنَّهُ نَقَضَ وَمَرَّ فِي نَهْجِ غَدْرِهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّاءُ مُبْدَلَةً مِنْ سِينٍ، كَأَنَّهُ خَاسٌّ، فَلَمَّا قُلِبَتِ السِّينُ تَاءً غُيِّرَ الْبِنَاءُ مَنْ يَخِيسُ إِلَى يَخُوتُ.
وَمِنْ ذَلِكَ خَاتَ الرَّجُلُ وَأَنْفَضَ، إِذَا ذَهَبَتْ مِيرَتُهُ. وَهُوَ مِنَ السِّينِ. وَكَذَلِكَ خَاتَ الرَّجُلُ إِذَا أَسَنَّ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ التَّخَوُّتَ التَّنَقُّصُ فَهُوَ عِنْدَنَا، مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ، إِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنَ التَّخَوُّنِ أَوِ التَّخَوُّفِ، وَقَدْ ذُكِرَا فِي بَابِهِمَا. وَيُقَالُ فُلَانٌ يَتَخَوَّتُ حَدِيثَ الْقَوْمِ وَيَخْتَاتُ، إِذَا أَخَذَ مِنْهُ وَتَحَفَّظَ.
وَمِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ هُمْ يَخْتَاتُونَ اللَّيْلَ، أَيْ يَسِيرُونَ وَيَقْطَعُونَ.
(خَوِثَ) الْخَاءُ وَالْوَاوُ وَالثَّاءُ أُصَيْلٌ لَيْسَ بِمُطَّرِدٍ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ. يَقُولُونَ خَوِثَتِ الْمَرْأَةُ، إِذَا عَظُمَ بَطْنُهَا. وَيُقَالُ بَلِ الْخَوْثَاءُ النَّاعِمَةُ. قَالَ:
عَلِقَ الْقَلْبَ حُبُّهَا وَهَوَاهَا ... وَهِيَ بِكْرٌ غَرِيرَةٌ خَوْثَاءُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute