(ذَأَبَ) الذَّالُ وَالْهَمْزَةُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ اسْتِقْرَارٍ، وَأَلَّا يَكُونَ لِلشَّيْءِ فِي حَرَكَتِهِ جِهَةٌ وَاحِدَةٌ. مِنْ ذَلِكَ الذِّئْبُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَذَؤُّبِهِ مِنْ غَيْرِ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ. وَيُقَالُ ذُئِبَ الرَّجُلُ إِذَا وَقَعَ فِي غَنَمِهِ [الذِّئْبُ] . وَيُقَالُ تَذَأَّبَتِ الرِّيحُ: أَتَتْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. وَأَرْضٌ مَذْأَبَةٌ: كَثِيرَةُ الذِّئَابِ. وَذَؤُبَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ ذِئْبًا خَبِيثًا. وَجَمْعُ الذِّئْبِ أَذْؤُبٌ وَذِئَابٌ وَذُؤْبَانٌ. وَيُقَالُ تَذَاءَبَتُ النَّاقَةَ تَذَاؤُبًا، عَلَى تَفَاعَلْتُ، إِذَا ظَأَرْتَهَا عَلَى وَلَدِهَا فَتَشَبَّهْتَ لَهَا بِالذِّئْبِ، لِيَكُونَ أَرْأَمَ لَهَا عَلَيْهِ. وَقَالَ [قَوْمٌ] : الْإِذْآبُ: الْفِرَارُ. وَأَنْشَدَ:
إِنِّي إِذَا مَا لَيْثُ قَوْمٍ أَذْأَبَا ... وَسَقَطَتْ نَخْوَتُهُ وَهَرَبَا
هَذَا أَصْلُ الْبَابِ، ثُمَّ يُشَبَّهُ الشَّيْءُ بِالذِّئْبِ. فَالذِّئْبَةُ مِنَ الْقَتَبِ: مَا تَحْتَ مُلْتَقَى الْحِنْوَيْنِ، وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الْمِنْسَجِ.
(ذَأَمَ) الذَّالُ وَالْهَمْزَةُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى كَرَاهَةٍ وَعَيْبٍ. يُقَالُ أَذْأَمْتَنِي عَلَى كَذَا، أَيْ أَكْرَهْتَنِي عَلَيْهِ. وَيَقُولُونَ ذَأَمْتُهُ، أَيْ حَقَرْتُهُ. وَالذَّأْمُ الْعَيْبُ، وَهُوَ مَذْءُومٌ. فَأَمَّا الذَّانُ بِالنُّونِ، فَلَيْسَ أَصْلًا، لِأَنَّ النُّونَ فِيهِ مُبْدَلَةٌ مِنْ مِيمٍ. قَالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute