وَقَالَ قَوْمٌ: الدَّيْلَمُ مَكَانٌ أَوْ قَبِيلٌ. وَيُقَالُ: جَاءَ بِالدَّيْلَمِ، أَيْ بِالدَّاهِيَةِ. وَهَذَا تَشْبِيهٌ. وَالدَّلَمُ: الْهَدَلُ فِي الشَّفَةِ.
(دَلَهَ) الدَّالُ وَاللَّامُ وَالْهَاءُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى ذَهَابِ الشَّيْءِ. يُقَالُ ذَهَبَ دَمُ فُلَانٍ دَلْهًا، أَيْ بُطْلًا. وَدَلَّهَ عَقْلَهُ الْحُبُّ وَغَيْرُهُ، أَيْ أَذْهَبَ.
(دَلَى) الدَّالُ وَاللَّامُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى مُقَارَبَةِ الشَّيْءِ وَمُدَانَاتِهِ بِسُهُولَةٍ وَرِفْقٍ. يُقَالُ: أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ، إِذَا أَرْسَلْتَهَا فِي الْبِئْرِ، فَإِذَا نَزَعْتَ فَقَدْ دَلَوْتَ. وَالدَّلْوُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ سَهْلٌ. قَالَ:
لَا تَعْجَلَا بِالسَّيْرِ وَادْلُوَاهَا
وَالدَّلَاةُ: الدَّلْوُ أَيْضًا، وَيُجْمَعُ عَلَى الدِّلَاءِ. فَأَمَّا قَوْلُهُ:
آلَيْتُ لَا أُعْطِي غُلَامًا أَبَدًا ... دَلَاتَهُ إِنِّي أُحِبُّ الْأَسْوَدَا
فَإِنَّهُ أَرَادَ بِدَلَاتِهِ سَجْلَهُ وَنَصِيبَهُ مِنَ الْوُدِّ. وَالْأَسْوَدُ ابْنُهُ.
وَيُقَالُ أَدْلَى فُلَانٌ بِحُجَّتِهِ، إِذَا أَتَى بِهَا. وَأَدْلَى بِمَالِهِ إِلَى الْحَاكِمِ: إِذَا دَفَعَهُ إِلَيْهِ. قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} [البقرة: ١٨٨] .
وَيُقَالُ دَلَوْتُ إِلَيْهِ بِفُلَانٍ: اسْتَشْفَعَتْ بِهِ إِلَيْهِ. وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ عُمَرَ فِي اسْتِسْقَائِهِ بِالْعَبَّاسِ: " اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ، وَقَفِيَّةِ آبَائِهِ، وَكُبْرِ رِجَالِهِ. وَدَلَوْنَا بِهِ إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينَ ".
وَيُحْمَلُ عَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ: جَاءَ فُلَانٌ بِالدَّلْوِ، أَيِ الدَّاهِيَةِ. وَأَنْشَدَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute