للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(طَرَى) الطَّاءُ وَالرَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أُصَيْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى غَضَاضَةٍ وَجِدَّةٍ. فَالطَّرِيُّ: الشَّيْءُ الْغَضُّ ; وَمَصْدَرُهُ الطَّرَاوَةُ وَالطَّرَاءَةُ، وَمِنْهُ أَطْرَيْتُ فُلَانًا، وَذَلِكَ إِذَا مَدَحْتَهُ بِأَحْسَنِ مَا فِيهِ.

فَإِذَا هُمِزَ قِيلَ: طَرَأَ فُلَانٌ، إِذَا طَلَعَ. وَأَحْسَبُ هَذَا مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ، وَإِنَّمَا الْأَصْلُ دَرَأَ وَقَدْ ذُكِرَ.

(طَرَبَ) الطَّاءُ وَالرَّاءُ وَالْبَاءُ أُصَيْلٌ صَحِيحٌ. يَقُولُونَ: إِنَّ الطَّرَبَ خِفَّةٌ تُصِيبُ الرَّجُلَ مِنْ شِدَّةِ سُرُورٍ أَوْ غَيْرِهِ. وَيُنْشِدُونَ:

وَقَالُوا قَدْ طَرِبْتَ فَقُلْتُ كَلَّا ... وَهَلْ يَبْكِي مِنَ الطَّرَبِ الْجَلِيدُ

وَقَالَ نَابِغَةُ بَنِي جَعْدَةَ:

وَأُرَانِي طَرِبًا فِي إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الْوَالِهِ أَوْ كَالْمُخْتَبَلْ

قَالُوا: وَطَرَّبَ فِي صَوْتِهِ، إِذَا مَدَّهُ. وَهُوَ مِنَ الْأَوَّلِ. وَالْكَرِيمُ طَرُوبٌ. وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ " الْمَطَارِبُ " ; وَهِيَ طُرُقٌ ضَيِّقَةٌ مُتَفَرِّقَةٌ. وَأُرَاهَا مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ، كَأَنَّهَا مَدَارِبُ، مُشْتَقَّةٌ مِنَ الدَّرْبِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ فِي الطُّرْطُبِّ، إِنَّهُ الثَّدْيُ الْمُسْتَرْخِي، وَكَذَلِكَ الطَّرْطَبَةُ: صَوْتُ الْحَالِبِ بِالْمِعْزَى، فَكُلُّهُ وَمَا أَشْبَهَهُ كَلَامٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>