وَأَمَّا إِدْرَاكُ الشَّيْءِ فَالْإِنَى، تَقُولُ: انْتَظَرْنَا إِنَى اللَّحْمِ، أَيْ إِدْرَاكَهُ. وَتَقُولُ: مَا أَنَى لَكَ وَلَمْ يَأْنِ لَكَ، أَيْ: لَمْ يَحِنْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحديد: ١٦] ، أَيْ: لَمْ يَحِنْ. وَآنَ يَئِينُ. وَاسْتَأْنَيْتُ الطَّعَامَ، أَيِ انْتَظَرْتُ إِدْرَاكَهُ. وَ {حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: ٤٤] قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ. وَالْفِعْلُ أَنَى الْمَاءُ الْمُسَخَّنُ يَأْنِي. وَ " {عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: ٥] " قَالَ عَبَّاسٌ:
عَلَانِيَةً وَالْخَيْلُ يَغْشَى مُتُونَهَا ... حَمِيمٌ وَآنٍ مِنْ دَمِ الْجَوْفِ نَاقِعُ
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: آنَ يَئِينُ أَيْنًا وَأَنَى لَكَ يَأْنِي أَنْيًا، أَيْ: حَانَ. وَيُقَالُ: أَتَيْتُ فَلَانًا آيِنَةً بَعْدَ آيِنَةٍ، أَيْ: أَحْيَانًا بَعْدَ أَحْيَانٍ، وَيُقَالُ: تَارَةً بَعْدَ تَارَةٍ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: ٥٣] . وَأَمَّا الظَّرْفُ فَالْإِنَاءُ مَمْدُودٌ، مِنَ الْآنِيَةِ. وَالْأَوَانِي جَمْعُ جَمْعٍ، يُجْمَعُ فِعَالٌ عَلَى أَفَعِلَةٍ.
(أَنَبَ) الْهَمْزَةُ وَالنُّونُ وَالْبَاءُ، حَرْفٌ وَاحِدٌ، أَنَّبْتُهُ تَأْنِيبًا، أَيْ: وَبَّخْتُهُ وَلُمْتُهُ. وَالْأُنْبُوبُ مَا بَيْنَ كُلِّ عُقْدَتَيْنِ. وَيَزْعُمُونَ أَنَّ الْأَنَابَ الْمِسْكُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهِ. وَيُنْشِدُونَ قَوْلَ الْفَرَزْدَقِ:
كَأَنَّ تَرِيكَةً مِنْ مَاءِ مُزْنٍ ... وَدَارِيَّ الْأَنَابِ مَعَ الْمُدَامِ
(أَنَتَ) الْهَمْزَةُ وَالنُّونُ وَالتَّاءُ، شَذَّ عَنْ كِتَابِ الْخَلِيلِ فِي هَذَا النَّسَقِ، وَكَذَلِكَ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. وَقَالَ غَيْرُهُمَا: وَهُوَ يَأْنِتُ، أَيْ: يَزْحَرُ. وَقَالُوا أَيْضًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute