للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُحْمَلُ عَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ لِخِيَارِ الْمَالِ حَزَرَاتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُصَدِّقًا فَقَالَ: لَا تَأْخُذْ مِنْ حَزَرَاتِ أَمْوَالِ النَّاسِ شَيْئًا. خُذِ الشَّارِفَ وَالْبَكْرَ وَذَا الْعَيْبِ ". فَالْحَزَرَاتُ: الْخِيَارُ، كَأَنَّ الْمُصَدِّقَ يَحْزِرُ فَيُعْمِلُ رَأْيَهُ فَيَأْخُذُ الْخِيَارَ.

[بَابُ الْحَاءِ وَالسِّينِ وَمَا يَثْلُهُمَا]

(حَسَفَ) الْحَاءُ وَالسِّينُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ شَيْءٌ يُتَقَشَّرُ عَنْ شَيْءٍ وَيَسْقُطُ. فَمِنْ ذَلِكَ الْحُسَافَةُ، وَهُوَ مَا سَقَطَ مِنَ التَّمْرِ وَالثَّمَرِ. وَيُقَالُ انْحَسَفَ الشَّيْءُ، إِذَا تَفَتَّتَ فِي يَدِكَ. وَأَمَا الْحَسِيفَةُ، وَهِيَ الْعَدَاوَةُ، فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهَا مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ، وَأَنَّ الْأَصْلَ الْحَسِيكَةُ ; فَأُبْدِلَتِ الْكَافُ فَاءً. وَقَدْ ذُكِرَتِ الْحَسِيكَةُ وَقِيَاسُهَا بَعْدَ هَذَا الْبَابِ. وَيُقَالُ الْحَسَفُ الشَّوْكُ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ.

(حَسِكَ) الْحَاءُ وَالسِّينُ وَالْكَافُ مِنْ خُشُونَةِ الشَّيْءِ، لَا يَخْرُجُ مُسَائِلَهُ عَنْهُ. فَمِنْ ذَلِكَ الْحَسَكُ، وَهُوَ حَسَكُ السَّعْدَانِ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِخُشُونَتِهِ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ شَوْكٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْحَسِيكَةُ، وَهِيَ الْعَدَاوَةُ وَمَا يُضَمُّ فِي الْقَلْبِ مِنْ خُشُونَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْحِسْكِكُ. وَهُوَ الْقُنْفُذُ. وَالْقِيَاسُ فِي جَمِيعِهِ وَاحِدٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>