للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كِتَابُ الْمِيمِ] [بَابُ الْمِيمِ وَمَا بَعْدَهَا فِي الْمُضَاعَفِ وَالْمُطَابِقِ]

بَابُ الْمِيمِ وَمَا بَعْدَهَا فِي الْمُضَاعَفِ وَالْمُطَابِقِ

(مَنَّ) الْمِيمُ وَالنُّونُ أَصْلَانِ. أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى قَطْعٍ وَانْقِطَاعٍ، وَالْآخَرُ عَلَى اصْطِنَاعِ خَيْرٍ.

الْأَوَّلُ [الْمَنُّ] : الْقَطْعُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: مَنَنْتُ الْحَبْلَ: قَطَعْتُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: ٦] . وَالْمَنُونُ: الْمَنِيَّةُ، لِأَنَّهَا تَنْقُصُ الْعَدَدَ وَتَقْطَعُ الْمَدَدَ. وَالْمَنُّ: الْإِعْيَاءُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُعْيِيَ يَنْقَطِعُ عَنِ السَّيْرِ. قَالَ:

قَلَائِصًا لَا يَشْتَكِينَ الْمَنَّا

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْمَنُّ، تَقُولُ: مَنَّ يَمُنُّ مَنًّا، إِذَا صَنَعَ صُنْعًا جَمِيلًا. وَمِنَ الْبَابِ الْمُنَّةُ، وَهِيَ الْقُوَّةُ الَّتِي بِهَا قِوَامُ الْإِنْسَانِ، وَرُبَّمَا قَالُوا: مَنَّ بِيَدٍ أَسْدَاهَا، إِذَا قَرَّعَ بِهَا. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَطَعَ الْإِحْسَانَ، فَهُوَ مِنَ الْأَوَّلِ.

(مَهْ) الْمِيمُ وَالْهَاءِ كَلِمَتَانِ تَدُلُّ إِحْدَاهُمَا عَلَى زَجْرٍ، وَالْأُخْرَى عَلَى مَنْظَرٍ وَلَذَّةٍ. فَالْأُولَى قَوْلُهُمْ: مَهْ. وَمَهْمَهَ بِهِ: زَجَرَهُ بِقَوْلِهِ لَهُ ذَلِكَ. وَالْمَهْمَهُ: الْخَرْقُ الْأَمْلَسُ الْوَاسِعُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>