وَقَالَ آخَرُ:
كُنَّا إِذَا مَا أَتَانَا صَارِخٌ فَزِعٌ ... كَانَ الصُّرَاخُ لَهُ قَرْعُ الظَّنَابِيبِ
(فَزَرَ) الْفَاءُ وَالزَّاءُ وَالرَّاءُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى انْفِرَاجٍ وَانْصِدَاعٍ. مِنْ ذَلِكَ الطَّرِيقُ الْفَازِرُ: وَهُوَ الْمُنْفَرِجُ الْوَاسِعُ. وَالْفِزْرُ: الْقَطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ. يُقَالُ فَزَرْتُ الشَّيْءَ: صَدَعْتُهُ. وَالْأَفْرَزُ: الَّذِي يَتَطَامَنُ ظَهْرُهُ ; وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ، كَأَنَّهُ يَنْفَرِقُ لُحْمَتَا ظَهْرِهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[بَابُ الْفَاءِ وَالسِّينِ وَمَا يَثْلِثُهُمَا]
(فَسَطَ) الْفَاءُ وَالسِّينُ وَالطَّاءُ كَلِمَتَانِ مُتَبَايِنَتَانِ. فَالْفَسِيطُ: ثُفْرُوقُ التَّمْرَةِ، وَيُقَالُ قُلَامَةُ الظُّفْرِ. وَالْفُسْطَاطُ: الْجَمَاعَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ يَدَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْفُسْطَاطِ» ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الْفُسْطَاطُ فُسْطَاطًا.
(فَسَقَ) الْفَاءُ وَالسِّينُ وَالْقَافُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ الْفِسْقُ، وَهُوَ الْخُرُوجُ عَنِ الطَّاعَةِ. تَقُولُ الْعَرَبُ: فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ عَنْ قِشْرِهَا: إِذَا خَرَجَتْ، حَكَاهُ الْفَرَّاءُ. وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْفَأْرَةَ فُوَيْسِقَةٌ، وَجَاءَ هَذَا فِي الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: لَمْ يُسْمَعْ قَطُّ فِي كَلَامِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي شِعْرٍ وَلَا كَلَامٍ: فَاسْقٌ. قَالَ: وَهَذَا عَجَبٌ، هُوَ كَلَامٌ عَرَبِيٌّ وَلَمْ يَأْتِ فِي شِعْرٍ جَاهِلِيٍّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute