للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَابُ الْحَاءِ وَالظَّاءِ وَمَا يَثْلِثُهُمَا]

(حَظَوَى) الْحَاءُ وَالظَّاءُ وَمَا بَعْدَهُ [مِنْ] حَرْفٍ مُعْتَلٍّ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الْقُرْبُ مِنَ الشَّيْءِ وَالْمَنْزِلَةِ، وَالثَّانِي جِنْسٌ مِنَ السِّلَاحِ.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ حَظِيٌّ إِذَا كَانَ لَهُ مَنْزِلَةٌ وَحُظْوَةٌ. وَامْرَأَةٌ حَظِيَّةٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " إِلَّا حَظِيَّةً فَلَا أَلِيَّةً ". يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكِ حُظْوَةٌ فَلَا تُقَصِّرِي أَنْ تَتَقَرَّبِي. يُقَالُ مَا أَلَوْتُ، أَيْ مَا قَصَّرْتُ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَالْحِظَاءُ: جَمْعُ حِظْوَةٍ، وَهُوَ سَهْمٌ صَغِيرٌ لَا نَصْلَ لَهُ يُرْمَى بِهِ. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: يُقَالُ لِكُلِّ قَضِيبٍ نَابِتٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ حَظْوَةٌ، وَالْجَمْعُ حَظَوَاتٌ. قَالَ أَوْسٌ:

تَعَلَّمَهَا فِي غِيلِهَا وَهِيَ حَظْوَةٌ ... بِوَادٍ بِهِ نَبْعٌ طِوَالٌ وَحِثْيَلُ

وَإِذَا عُيِّرَ الرَّجُلُ بِالضَّعْفِ قِيلَ لَهُ: " إِنَّمَا نَبْلُكَ حِظَاءٌ ". وَيُقَالُ لِسِهَامِ الصِّبْيَانِ حِظَاءٌ. وَمِنْهُ الْمَثَلُ: " إِحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمَانَ "، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحُظَيَّاتُ الْمَرَامِي، وَهِيَ السِّهَامُ الَّتِي لَا نِصَالَ لَهَا.

(حَظَرَ) الْحَاءُ وَالظَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الْمَنْعِ. يُقَالُ حَظَرْتُ الشَّيْءَ أَحْظُرُهُ حَظْرًا، فَأَنَا حَاظِرٌ وَالشَّيْءُ مَحْظُورٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: ٢٠] . وَالْحِظَارُ: مَا حُظِرَ عَلَى غَنَمٍ أَوْ غَيْرِهَا بِأَغْصَانٍ أَوْ شَيْءٍ مِنْ رَطْبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>