للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِمَّا يُحْمَلُ عَلَى هَذَا، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْكَلَامِ الْمُوَلَّدِ، قَوْلُهُمْ: لَيْسَ بِهِ طُبَاخٌ، لِلشَّيْءِ لَا قُوَّةَ لَهُ، فَكَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ مَا تَنَاهَى بَعْدُ وَلَمْ يَنْضَجْ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ قَوْلُهُمْ، وَهُوَ مِنْ صَحِيحِ الْكَلَامِ، لِفَرْخِ الضَّبِّ: مُطَبِّخٌ، وَذَلِكَ إِذَا قَوِيَ. يَقُولُونَ: هُوَ حِسْلٌ، ثُمَّ مُطَبِّخٌ، ثُمَّ خُضَرِمٌ، ثُمَّ ضَبٌّ.

(طَبَسَ) الطَّاءُ وَالْبَاءُ وَالسِّينُ لَيْسَ بِشَيْءٍ. عَلَى أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: الطَّبَسَانِ: كُورَتَانِ. وَهَذَا وَشِبْهُهُ مِمَّا لَا مَعْنَى لِذِكْرِهِ ; لِأَنَّهُ إِذَا ذُكِرَ مَا أَشْبَهَ كُلُّهُ حُمِلَ عَلَى كَلَامِ الْعَرَبِ مَا لَيْسَ هُوَ مِنْهُ. وَكَذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّ التَّطْبِيسَ: التَّطْبِينُ.

(طَبَعَ) الطَّاءُ وَالْبَاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ مَثَلٌ عَلَى نِهَايَةٍ يَنْتَهِي إِلَيْهَا الشَّيْءُ حَتَّى يُخْتَمَ عِنْدَهَا، يُقَالُ: طَبَعْتُ عَلَى الشَّيْءِ طَابَعًا. ثُمَّ يُقَالُ عَلَى هَذَا: طَبْعُ الْإِنْسَانِ وَسَجِيَّتُهُ. وَمِنْ ذَلِكَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِ الْكَافِرِ، كَأَنَّهُ خَتَمَ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَصِلَ إِلَيْهِ هُدًى وَلَا نُورٌ، فَلَا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ. وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا: طَبْعُ السَّيْفِ وَالدِّرْهَمِ، وَذَلِكَ إِذَا ضَرَبَهُ حَتَّى يُكَمِّلَهُ. وَالطَّابَعُ: الْخَاتَمُ يُخْتَمُ بِهِ. وَالطَّابِعُ: الَّذِي يَخْتِمُ. وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِمَلْءِ الْمِكْيَالِ: طَبْعٌ. وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ ; لِأَنَّهُ قَدْ تَكَامَلَ وَخُتِمَ. وَتَطَبَّعَ النَّهَرُ، إِذَا امْتَلَأَ، وَهُوَ ذَلِكَ الْمَعْنَى. وَكَذَلِكَ إِذَا حُمِّلَتِ النَّاقَةُ حِمْلَهَا الْوَافِيَ الْكَامِلَ، فَهِيَ مُطَبَّعَةٌ. قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>