للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَيْسَ فِي الْبَابِ إِلَّا هَذَا. وَيَقُولُونَ: الْحَسَنُ: جَبَلٌ، وَحَبْلٌ مِنْ حِبَالِ الرَّمْلِ. قَالَ:

لِأُمِّ الْأَرْضِ وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْ ... غَدَاةَ أَضَرَّ بِالْحَسَنِ السَّبِيلُ

وَالْمَحَاسِنُ مِنَ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ: ضِدُّ الْمُسَاوِي. وَالْحَسَنُ مِنَ الذِّرَاعِ: النِّصْفُ الَّذِي يَلِي الْكُوعَ، وَأَحْسَبُهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ مُقَابِلَةً بِالنِّصْفِ الْآخَرِ ; لِأَنَّهُمْ يُسَمُّونَ النِّصْفَ الَّذِي يَلِي الْمِرْفَقَ الْقَبِيحَ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ كِسْرُ قَبِيحٍ. قَالَ:

لَوْ كُنْتَ عَيْرًا كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ ... وَلَوْ كُنْتَ كِسْرًا كُنْتَ كِسْرَ قَبِيحِ

(حَسَوَى) الْحَاءُ وَالسِّينُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ وَاحِدٌ، ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْهُ. وَهُوَ حَسْوُ الشَّيْءِ الْمَائِعِ، كَالْمَاءِ وَاللَّبَنِ وَغَيْرِهِمَا ; يُقَالُ مِنْهُ حَسَوْتُ اللَّبَنَ وَغَيْرَهُ حَسْوًا. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ:

لِمِثْلِ ذَا كُنْتُ أُحَسِّيكَ الْحُسَى

وَالْأَصْلُ الْفَارِسُ يَغْذُو فَرَسَهُ بِالْأَلْبَانِ يُحَسِّيهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي طَلَبٍ أَوْ هَرَبٍ، فَيَقُولُ: لِهَذَا كُنْتُ أَفْعَلُ بِكَ مَا أَفْعَلُ. ثُمَّ يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ مَنْ رُشِّحَ لِأَمْرٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي أَمْثَالِهَا: " هُوَ يُسِرُّ حَسْوًا فِي ارْتِغَاءٍ "، أَيْ إِنَّهُ يُوهِمُ أَنَّهُ يَتَنَاوَلُ رَغْوَةَ اللَّبَنِ، وَإِنَّمَا الَّذِي يُرِيدُهُ شُرْبُ اللَّبَنِ نَفْسِهِ. يَضْرِبُ ذَلِكَ لِمَنْ يَمْكُرُ، يُظْهِرُ أَمْرًا وَهُوَ يُرِيدُ غَيْرَهُ. وَيَقُولُونَ: " نَوْمٌ كَحَسْوِ الطَّائِرِ " أَيْ قَلِيلٌ. وَيَقُولُونَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>