للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْمَعْنَى الْآخَرُ اللُّبُّ مَعْرُوفٌ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ خَالِصُهُ وَمَا يُنْتَقَى مِنْهُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْعَقْلُ لُبًّا. وَرَجُلٌ لَبِيبٌ، أَيْ عَاقِلٌ. وَقَدْ لَبَّ يَلُبُّ. وَخَالِصُ كُلِّ شَيْءٍ لُبَابُهُ.

وَمِنَ الْبَابِ اللَّبَّةُ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنَ الصَّدْرِ، وَذَلِكَ الْمَكَانُ خَالِصٌ. وَكَذَلِكَ اللَّبَبُ. يُقَالُ: لَبِبْتُ الرَّجُلَ: ضَرَبْتُ لَبَّتَهُ. وَيَقُولُونَ لِلْمُتَحَزِّمِ: مُتَلَبِّبٌ، كَأَنَّهُ شَدَّ ثَوْبَهُ إِلَى لَبَّتِهِ مُشَمِّرًا. وَلَبَبُ الْفَرَسِ مَعْرُوفٌ. وَعَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ اللَّبَبُ مِنَ الرَّمْلِ: مَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ جَبَلٍ مُتَّصِلًا بِسَهْلٍ. قَالَ:

بَرَّاقَةُ الْجِيدِ وَاللَّبَاتُِ وَاضِحَةٌ ... كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِهَا لَبَبُ

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: إِنَّ اللَّبَابَ: الْكَلَأُ. وَاللَّبْلَابُ: نَبْتٌ.

(لَتَّ) اللَّامُ وَالتَّاءُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ. يُقَالُ: لَتَّ السَّوِيقَ بِالسَّمْنِ يَلُتُّهُ لَتًّا، وَالْفَاعِلُ لَاتٌّ. وَذُكِرَ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: لُتَّ فُلَانٌ بِفُلَانٍ، إِذَا قُرِنَ بِهِ. فَإِنْ صَحَّ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ، كَأَنَّ التَّاءَ مُبْدَلَةٌ مِنْ زَاءٍ.

(لَثَّ) اللَّامُ وَالثَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، يَدُلُّ عَلَى إِقَامَةٍ وَدَوَامٍ. يُقَالُ: أَلَثَّ الْمَطَرُ، إِذَا دَامَ، وَالْإِلْثَاثُ: الْإِقَامَةُ. وَلَثْلَثَ بِمَعْنَى أَلَثَّ. قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>