وَهُوَ مِنْ هَذَا. وَرُبَّمَا هُمِزَ هَذَا فَيَكُونُ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يُهْمَزُ وَلَيْسَ أَصْلُهُ الْهَمْزَ. زَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّهُ يُقَالُ: أَصَابَتْ زُرُوعَهُمْ كَادِئَةٌ، وَهُوَ الْبَرْدُ. وَأَصَابَ الزَّرْعَ بَرْدٌ وَكَدَّأَهُ، أَيْ رَدَّهُ فِي الْأَرْضِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَدِيَ الْكَلْبُ كَدًى، إِذَا شَرِبَ اللَّبَنَ فَفَسَدَ جَوْفُهُ.
وَيُقَالُ أَكْدَيْتُهُ أَكَدِيهِ إِكْدَاءً، إِذَا رَدَدْتُهُ عَنِ الشَّيْءِ، وَالْقِيَاسُ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ وَاحِدٌ. وَكَدَاءٌ: مَكَانٌ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْكُدْيَةِ.
(كَدَبَ) الْكَافُ وَالدَّالُ وَالْبَاءُ، يُقَالُ فِيهِ كَلِمَةٌ. قَالُوا: إِنَّ الْكَدِبَ: الدَّمُ الطَّرِيُّ. وَرُوِيَ أَنَّ بَعْضَهُمْ قَرَأَ: وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَدِبٍ.
(كَدَحَ) الْكَافُ وَالدَّالُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَأْثِيرٍ فِي شَيْءٍ. يُقَالُ كَدَحَهُ وَكَدَّحَهُ، إِذَا خَدَشَهُ. وَحِمَارٌ مُكَدَّحٌ: قَدْ عَضَّضَتْهُ الْحُمُرُ. وَمِنْ هَذَا الْقِيَاسِ كَدَحَ إِذَا كَسَبَ، يَكْدَحُ كَدْحًا فَهُوَ كَادِحٌ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَعَلَا: {إِنَّكَ كَادِحٌ} [الانشقاق: ٦] ، أَيْ كَاسِبٌ.
[بَابُ الْكَافِ وَالذَّالِ وَمَا يَثْلُثُهُمَا]
(كَذَبَ) الْكَافُ وَالذَّالُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ الصِّدْقِ. وَتَلْخِيصُهُ أَنَّهُ لَا يَبْلُغُ نِهَايَةَ الْكَلَامِ فِي الصِّدْقِ. مِنْ ذَلِكَ الْكَذِبُ خِلَافُ الصِّدْقِ. كَذَبَ كَذِبًا. وَكَذَّبْتُ فُلَانًا: نَسَبْتُهُ إِلَى الْكَذِبِ، وَأَكْذَبْتُهُ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute