للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَلِكَ مَا دِينُكَ إِذْ قُرِّبَتْ ... أَجْمَالُهَا كَالْبُكُرِ الْمُبْتِلِ

وَالْبَتِيلَةُ: كُلُّ عُضْوٍ بِلَحْمِهِ مُكْتَنِزِ اللَّحْمِ، الْجَمْعُ بَتَائِلُ، كَأَنَّهُ بِكَثْرَةِ لَحْمِهِ بَائِنٌ عَنِ الْعُضْوِ الْآخَرِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: امْرَأَةٌ مُبَتَّلَةُ الْخَلْقِ. وَالتَّبَتُّلُ: إِخْلَاصُ النِّيَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَالِانْقِطَاعُ إِلَيْهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: ٨] ، أَيِ انْقَطِعْ إِلَيْهِ انْقِطَاعًا.

[بَابُ الْبَاءِ وَالثَّاءِ مَعَ الَّذِي بَعْدَهُمَا فِي الثُّلَاثِيِّ]

(بَثَرَ) الْبَاءُ وَالثَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ انْقِطَاعُ الشَّيْءِ مَعَ دَوَامٍ وَسُهُولَةٍ وَكَثْرَةٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: بَثَرَ جِلْدُهُ تَنَفَّطَ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْبَثْرُ خُرَّاجٌ صِغَارٌ، الْوَاحِدَةُ بَثْرَةٌ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَصْفَهَانِيُّ: بَثَرَ جِلْدُهُ بُثُورًا فَهُوَ بَاثِرٌ، وَبُثِرَ فَهُوَ مَبْثُورٌ. قَالَ: وَالْمَاءُ الْبَثْرُ الَّذِي يَنِشُّ وَيَبْقَى مِنْهُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كَالْعِرْمِضِ، وَهُوَ مُرْتَفِعٌ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ. يَقُولُونَ: صَارَ الْغَدِيرُ بَثْرًا. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَاءٌ بَثْرٌ كَثِيرٌ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

فَافْتَنَّهُنَّ مِنَ السَّوَاءِ وَمَاؤُهُ ... بَثْرٌ وَعَارَضَهُ طَرِيقٌ مَهْيَعُ

وَيُقَالُ: بَاثِرٌ وَبَاثِعٌ: إِذَا بَدَا وَنَتَأَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>