إِذَا خَرَصْتُهُ. وَهُوَ مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّكَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ثُمَّ تَرْفَعُهُ لِيُعْلَمَ كَمْ هُوَ.
وَقَدْ جَعَلُوا فِي هَذَا مِنَ الْمَهْمُوزِ كَلِمَةً فَقَالُوا: حَزَأْتُ الْإِبِلَ أَحْزَؤُهَا حَزْءًا، إِذَا جَمَعْتَهَا وَسُقْتَهَا ; وَذَلِكَ أَيْضًا رَفْعٌ فِي السَّيْرِ. فَأَمَّا الْحَزَاءُ فَنَبْتٌ.
(حَزَبَ) الْحَاءُ وَالزَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ تَجَمُّعُ الشَّيْءِ. فَمِنْ ذَلِكَ الْحِزْبُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: ٥٣] . وَالطَّائِفَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حِزْبٌ. يُقَالُ قَرَأَ حِزْبَهُ مِنَ الْقُرْآنِ. وَالْحِزْبَاءُ: الْأَرْضُ الْغَلِيظَةُ. وَالْحَزَابِيَةُ: الْحِمَارُ الْمَجْمُوعُ الْخَلْقِ.
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْحَيْزَبُونُ: الْعَجُوزُ، وَزَادُوا فِيهِ الْيَاءَ وَالْوَاوَ وَالنُّونَ، كَمَا يَفْعَلُونَهُ فِي مِثْلِ هَذَا، لِيَكُونَ أَبْلَغَ فِي الْوَصْفِ الَّذِي يُرِيدُونَهُ.
(حَزَرَ) الْحَاءُ وَالزَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا اشْتِدَادُ الشَّيْءِ، وَالثَّانِي جِنْسٌ مِنْ إِعْمَالِ الرَّأْيِ.
فَالْأَصْلُ الْأَوَّلُ: الْحَزَاوِرُ، وَهِيَ الرَّوَابِي، وَاحِدَتُهَا حَزْوَرَةٌ. وَمِنْهُ الْغُلَامُ الْحَزْوَرُ وَذَلِكَ إِذَا اشْتَدَّ وَقَوِيَ، وَالْجَمْعُ حَزَاوَرَةٌ. وَمِنْ ذَلِكَ حَزَرَ اللَّبَنُ وَالنَّبِيذُ، إِذَا اشْتَدَّتْ حُمُوضَتُهُ. وَهُوَ حَازِرٌ. قَالَ:
بَعْدَ الَّذِي عَدَا الْقُرُوصَ فَحَزَرْ
وَأَمَّا الثَّالِثُ فَقَوْلُهُمْ: حَزَرْتُ الشَّيْءَ، إِذَا خَرَصْتَهُ، وَأَنَا حَازِرٌ. وَيَجُوزُ أَنْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute