للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَاحَتِ الشَّوْلُ وَلَمْ يَحْبُهَا ... فَحْلٌ وَلَمْ يَعْتَسَّ فِيهَا مُدِرْ

وَيُقَالُ، وَهُوَ الْقِيَاسُ الْمُطَّرِدُ، إِنَّ الْحِبَى مَقْصُورٌ مَكْسُورُ الْحَاءِ: خَاصَّةً الْمَلِكُ، وَجَمْعُهُ أَحْبَاءٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلِ الْوَاحِدُ حَبَأٌ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ. وَسْمِي بِذَلِكَ لِقُرْبِهِ وَدُنُوِّهِ. فَلَمْ يُخْلِفْ مِنَ الْبَابِ شَيْءٌ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[بَابُ الْحَاءِ وَالتَّاءِ وَمَا يَثْلِثُهُمَا]

(حَتِرَ) الْحَاءُ وَالتَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا إِطَافَةُ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ وَاسْتِدَارَةٌ مِنْهُ حَوْلَهُ، وَالثَّانِي تَقْلِيلُ شَيْءٍ وَتَزْهِيدُهُ.

فَالْأَوَّلُ الْحَتَارُ: مَا اسْتَدَارَ بِالْعَيْنِ مِنْ بَاطِنِ الْجَفْنِ، وَجَمْعُهُ حُتُرٌ. وَحَتَارُ الظُّفْرِ: مَا أَحَاطَ بِهِ. وَمِنَ الْبَابِ الْحَتَارُ، وَهُوَ هُدْبُ الشِّقَّةِ وَكِفَّتُهَا، وَالْجَمْعُ حُتُرٌ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْكِلَابِيُّ: الْحُتُرُ مَا يُوصَلُ بِأَسْفَلِ الْخِبَاءِ إِذَا ارْتَفَعَ عَنِ الْأَرْضِ وَقَلَصَ لِيَكُونَ سِتْرًا. وَيُقَالُ حَتَرْتُ الْبَيْتَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: الْحَتْرُ تَحْدِيقُ الْعَيْنِ عِنْدَ النَّظَرِ إِلَى الشَّيْءِ. وَقَالَ حَتِرَ يَحْتِرُ حَتْرًا ; وَهُوَ قِيَاسُ الْبَابِ. وَمِنَ الْبَابِ أَحْتَرْتُ الْعُقْدَةَ، إِذَا أَحْكَمْتَ عَقْدَهَا وَهُوَ مِنَ الْأَوَّلِ ; لِأَنَّ الْعَقْدَ لَا يَكُونُ إِلَّا وَقَدْ دَارَ شَيْءٌ عَلَى شَيْءٍ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: أَحَتَرْتُ الْقَوْمَ وَلِلْقَوْمِ، إِذَا فَوَّتَّ عَلَيْهِمْ طَعَامَهُمْ. قَالَ الشَّنْفَرَى:

<<  <  ج: ص:  >  >>