وَالْأَصْلُ الْآخَرُ قَوْلُهُمْ: أُبْدِعَتِ الرَّاحِلَةُ: إِذَا كَلَّتْ وَعَطِبَتْ، وَأُبْدِعَ بِالرَّجُلِ: إِذَا كَلَّتْ رِكَابُهُ أَوْ عَطِبَتْ وَبَقِيَ مُنْقَطِعًا بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي» . وَيُقَالُ: الْإِبْدَاعُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِظَلْعٍ. وَمِنْ بَعْضِ ذَلِكَ اشْتُقَّتِ الْبِدْعَةُ.
(بَدَغَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَالْغَيْنُ، لَيْسَتْ فِيهِ كَلِمَةٌ أَصْلِيَّةٌ، لِأَنَّ الدَّالَ فِي أَحَدِ أُصُولِهَا مُبْدَلَةٌ مِنْ طَاءٍ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ بَدِغَ الرَّجُلُ: إِذَا تَلَطَّخَ بِالشَّرِّ، وَهُوَ بَدِغٌ مِنَ الرِّجَالِ. وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَصْلِ طَاءٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ (بَطَغَ) . وَبَقِيَتْ كَلِمَتَانِ مَشْكُوكٌ فِيهِمَا: إِحْدَاهُمَا قَوْلُهُمُ الْبَدَغُ التَّزَحُّفُ عَلَى الْأَرْضِ. وَالْأُخْرَى قَوْلُهُمْ: إِنَّ بَنِي فُلَانٍ لَبَدِغُونَ: إِذَا كَانُوا سِمَانًا حَسَنَةً أَحْوَالُهُمْ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّةِ ذَلِكَ.
(بَدَلَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ قِيَامُ الشَّيْءِ مَقَامَ الشَّيْءِ الذَّاهِبِ. يُقَالُ: هَذَا بَدَلُ الشَّيْءِ وَبَدِيلُهُ. وَيَقُولُونَ بَدَّلْتُ الشَّيْءَ: إِذَا غَيَّرْتُهُ وَإِنْ لَمْ تَأْتِ لَهُ بِبَدَلٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} [يونس: ١٥] . وَأَبْدَلْتُهُ: إِذَا أَتَيْتُ لَهُ بِبَدَلٍ. قَالَ الشَّاعِرُ:
عَزْلَ الْأَمِيرِ لِلْأَمِيرِ الْمُبْدَلِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute