للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيْ حَسْبُكَ. وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يَنُوبُ مَنَابَ كُلِّ أَحَدٍ، كَمَا تَقُولُ كَافِيكَ وَنَاهِيكَ. أَيْ كَأَنَّهُ يَنْهَاكَ أَنْ يُطْلَبَ مَعَهُ غَيْرُهُ.

وَتَقُولُ: جَزَى عَنِّي هَذَا الْأَمْرَ يَجْزِي، كَمَا تَقُولُ قَضَى يَقْضِي. وَتَجَازَيْتُ دَيْنِي عَلَى فُلَانٍ أَيْ تَقَاضَيْتُهُ. وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَ الْمُتَقَاضِيَ الْمُتَجَازِيَ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: ٤٨] ، أَيْ لَا تَقْضِي.

(جَزَحَ) الْجِيمُ وَالزَّاءُ وَالْحَاءُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ لَا تَتَفَرَّعُ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهَا. يُقَالُ جَزَحَ لَهُ مِنْ مَالِهِ، أَيْ قَطَعَ. وَالْجَازِحُ: الْقَاطِعُ. وَهُوَ فِي شِعْرِ ابْنِ مُقْبِلٍ:

لَمُخْتَبِطٌ مِنْ تَالِدِ الْمَالِ جَازِحُ

(جَزَرَ) الْجِيمُ وَالزَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْقَطْعُ. يُقَالُ جَزَرْتُ الشَّيْءَ جَزْرًا، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْجَزُورُ جَزُورًا. وَالْجَزَرَةُ: الشَّاةُ يَقُومُ إِلَيْهَا أَهْلُهَا فَيَذْبَحُونَهَا. وَيُقَالُ تَرَكَ بَنُو فُلَانٍ بَنِي فُلَانٍ جَزَرًا، أَيْ قَتَلُوهُمْ فَتَرَكُوهُمْ جَزَرًا لِلسِّبَاعِ. وَالْجُزَارَةُ: أَطْرَافُ الْبَعِيرِ؛ فَرَاسِنُهُ وَرَأْسُهُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ جُزَارَةً لِأَنَّ الْجَزَّارَ يَأْخُذُهَا، فَهِيَ جُزَارَتُهُ ; كَمَا يُقَالُ أَخَذَ الْعَامِلُ عُمَالَتَهُ. فَإِذَا قُلْتَ فَرَسٌ عَبْلُ الْجُزَارَةِ، فَإِنَّمَا تُرِيدُ غِلَظَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَكَثْرَةَ عَصَبِهَا. وَلَا يَدْخُلُ الرَّأْسُ فِي هَذَا ; لِأَنَّ عِظَمَ الرَّأْسِ فِي الْخَيْلِ هُجْنَةٌ. وَسُمِّيَتِ الْجَزِيرَةُ جَزِيرَةً لِانْقِطَاعِهَا. وَجَزَرَ النَّهْرُ إِذَا قَلَّ مَاؤُهُ جَزْرًا. وَالْجَزْرُ: خِلَافُ الْمَدِّ. وَيُقَالُ أَجْزَرْتُكَ شَاةً إِذَا دَفَعْتَ إِلَيْهِ شَاةً يَذْبَحُهَا. وَهِيَ الْجَزَرَةُ، وَلَا تَكُونُ إِلَّا مِنَ الْغَنَمِ. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: وَذَلِكَ أَنَّ الشَّاةَ لَا تَكُونُ إِلَّا لِلذَّبْحِ. وَلَا يُقَالُ لِلنَّاقَةِ وَالْجَمَلِ، لِأَنَّهُمَا يَكُونَانِ لِسَائِرِ الْعَمَلِ.

[بَابُ الْجِيمِ وَالسِّينِ وَمَا يُثَلِّثُهُمَا]

<<  <  ج: ص:  >  >>