للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: قَوْلُهُمْ بَغَى الْجُرْحُ: إِذَا تَرَامَى إِلَى فَسَادٍ، ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْ هَذَا مَا بَعْدَهُ. فَالْبَغِيُّ الْفَاجِرَةُ، تَقُولُ بَغَتْ تَبْغِي بِغَاءً، وَهِيَ بَغِيٌّ. وَمِنْهُ أَنْ يَبْغِيَ الْإِنْسَانُ عَلَى آخَرَ. وَمِنْهُ بَغْيُ الْمَطَرِ، وَهُوَ شِدَّتُهُ وَمُعْظَمُهُ. وَإِذَا كَانَ ذَا بَغْيٍ فَلَا بُدَّ أَنْ يَقَعَ مِنْهُ فَسَادٌ.

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: دَفَعْنَا بَغْيَ السَّمَاءِ خَلْفَنَا، أَيْ: مُعْظَمَ مَطَرِهَا.

وَالْبَغْيُ: الظُّلْمُ. قَالَ:

وَلَكِنَّ الْفَتَى حَمَلَ بْنَ بَدْرٍ ... بَغَى، وَالْبَغْيُ مَرْتَعُهُ وَخِيَمُ

وَرُبَّمَا قَالُوا لِاخْتِيَالِ الْفَرَسِ وَمَرَحِهِ بَغْيٌ.

قَالَ الْخَلِيلُ: وَلَا يُقَالُ: فَرَسٌ بَاغٍ.

(بَغَتَ) الْبَاءُ وَالْغَيْنُ وَالتَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، مِنْهُ الْبَغْتُ، وَهُوَ أَنْ يَفْجَأَ الشَّيْءُ. قَالَ:

وَأَعْظَمُ شَيْءٍ حِينَ يَفْجَؤُكَ الْبَغْتُ

(بَغَثَ) الْبَاءُ وَالْغَيْنُ وَالثَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى ذُلِّ الشَّيْءِ وَضَعْفِهِ. مِنْ ذَلِكَ بَُِغَاثُ الطَّيْرِ، وَهِيَ الَّتِي لَا تَصِيدُ وَلَا تَمْتَنِعُ. ثُمَّ يُقَالُ لِأَخْلَاطِ النَّاسِ

<<  <  ج: ص:  >  >>