وَلَمْ يُنْتَزَحْ مَاؤُهَا. قَالَ:
قَلَيْذَمٌ مِنَ الْعَيَالِيمِ الْخُسُفْ
وَانْخَسَفَتِ الْعَيْنُ: عَمِيَتْ. وَالْمَهْزُولُ يُسَمَّى خَاسِفًا ; كَأَنَّ لَحْمَهُ غَارَ وَدَخَلَ. وَمِنْهُ: بَاتَ عَلَى الْخَسْفِ، إِذَا بَاتَ جَائِعًا، كَأَنَّهُ غَابَ عَنْهُ مَا أَرَادَهُ مِنْ طَعَامٍ. وَرَضِيَ بِالْخَسْفِ، أَيِ الدَّنِيَّةِ. وَيُقَالُ: وَقَعَ النَّاسُ فِي أَخَاسِيفَ مِنَ الْأَرْضِ، وَهِيَ اللَّيِّنَةُ تَكَادُ تَغْمُضُ لِلِينِهَا.
وَمِمَّا حُمِلَ عَلَى الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِلسَّحَابِ الَّذِي [يَأْتِي] بِالْمَاءِ الْكَثِيرِ خَسِيفٌ، كَأَنَّهُ شُبِّهَ بِالْبِئْرِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ نَاقَةٌ خَسِيفَةٌ، أَيْ غَزِيرَةٌ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْخَسْفَ الْجَوْزُ الْمَأْكُولُ فَمَا أَدْرِي مَا هُوَ.
(خَسَقَ) الْخَاءُ وَالسِّينُ وَالْقَافُ لَيْسَ أَصْلًا ; لِأَنَّ السِّينَ فِيهِ مُبْدَلَةٌ مِنَ الزَّاءِ، وَإِنَّمَا يُغَيَّرُ اللَّفْظُ لِيُغَيَّرَ بَعْضُ الْمَعْنَى. فَالْخَازِقُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي يَرْتَزُّ إِذَا أَصَابَ الْهَدَفَ. وَالْخَاسِقُ: الَّذِي يَتَعَلَّقُ وَلَا يَرْتَزُّ. وَيَقُولُونَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهِ - إِنَّ النَّاقَةَ الْخَسُوقَ السَّيِّئَةُ الْخُلُقُ.
(خَسَلَ) الْخَاءُ وَالسِّينُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ وَقِلَّةِ خَطَرٍ. فَالْمَخْسُولُ: الْمَرْذُولُ. وَرِجَالٌ خُسَّلٌ مُثَّلٌ سُخَّلٌ، وَهُمُ الضُّعَفَاءُ. وَالْكَوَاكِبُ الْمَخْسُولَةُ: الْمَجْهُولَةُ الَّتِي لَا أَسْمَاءَ لَهَا. قَالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute