للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أَيَسَ) الْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ وَالسِّينُ لَيْسَ أَصْلًا يُقَاسُ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِ فِيهِ إِلَّا كَلِمَتَانِ مَا أحسَِبُهُمَا مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُمَا لِذِكْرِ الْخَلِيلِ إِيَّاهُمَا. قَالَ الْخَلِيلُ: أَيْسَ كَلِمَةٌ قَدْ أُمِيتَتْ، غَيْرَ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: " ائْتِ بِهِ مِنْ حَيْثُ أَيْسَ وَلَيْسَ " لَمْ يُسْتَعْمَلْ أَيْسَ إِلَّا فِي هَذِهِ فَقَطْ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهَا كَمَعْنَى [حَيْثُ] هُوَ فِي حَالِ الْكَيْنُونَةِ وَالْوُجْدِ وَالْجِدَةِ. وَقَالَ: إِنَّ " لَيْسَ " مَعْنَاهَا لَا أَيْسَ، أَيْ: لَا وُجْدَ.

وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى قَوْلُ الْخَلِيلِ إِنَّ التَّأْيِيسَ الِاسْتِقْلَالُ; يُقَالُ: مَا أَيَّسْنَا فُلَانًا، أَيْ: مَا اسْتَقْلَلْنَا مِنْهُ خَيْرًا.

وَكَلِمَةٌ أُخْرَى فِي قَوْلِ الْمُتَلَمِّسِ:

تُطِيفُ بِهِ الْأَيَّامُ مَا يَتَأَيَّسُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَا يَتَأَيَّسُ لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ شَيْءٌ. وَأَنْشَدَ:

إِنْ كُنْتَ جُلْمُودَ صَخْرٍ لَا يُؤَيِّسُهُ

أَيْ: لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ.

(أَيَضَ) الْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ وَالضَّادُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى الرُّجُوعِ وَالْعَوْدِ، يُقَالُ: آضَ يَئِيضُ: إِذَا رَجَعَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ قَالَ ذَاكَ أَيْضًا، وَفَعَلَهُ أَيْضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>