كَمِهَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى ابْيَضَّتَا ... وَهُوَ يَلْحَى نَفْسَهُ لَمَّا نَزَعْ.
(كَمِيَ) الْكَافُ وَالْمِيمُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ يَدُلُّ عَلَى خَفَاءِ شَيْءٍ. وَقَدْ يَدْخُلُ فِيهِ بَعْضُ الْمَهْمُوزِ. مِنْ ذَلِكَ كَمَى فُلَانٌ الشَّهَادَةَ، إِذَا كَتَمَهَا. وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الشُّجَاعُ الْكَمِّيَّ. قَالُوا: هُوَ الَّذِي يَتَكَمَّى فِي سِلَاحِهِ، أَيْ يَتَغَطَّى بِهِ. يُقَالُ تَكَمَّتِ الْفِتْنَةُ النَّاسَ، إِذَا غَشِيَتْهُمْ.
وَأَمَّا الْمَهْمُوزُ فَذَكَرُوا أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: كَمِئْتُ عَنِ الْأَخْبَارِ أَكْمَأُ عَنْهَا، إِذَا جَهِلْتَهَا.
وَأَمَّا الْمَهْمُوزُ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَإِنَّمَا هُوَ نَبْتٌ. وَقَدْ قُلْنَا إِنَّ ذَلِكَ لَا يَنْقَاسُ أَكْثَرُهُ. فَالْكَمْأَةُ مَعْرُوفَةٌ، وَالْوَاحِدُ كَمْءٌ. وَهَذَا نَادِرٌ أَنْ تَكُونَ فِي الْجَمْعِ هَاءٌ وَلَا تَكُونَ فِي الْوَاحِدَةِ. وَيُقَالُ: كَمَأْتُ الْقَوْمَ: أَطْعَمَتْهُمُ الْكَمْأَةَ. وَمِمَّا يَجُوزُ أَنَّ يُقَاسَ عَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ: كَمِئَتْ رِجْلِي: تَشَقَّقَتْ. وَلَعَلَّ الْكَمْأَةَ تُسَمَّى لِانْشِقَاقِ الْأَرْضِ عَنْهَا. وَيَقُولُونَ: أَكْمَأَتْ فُلَانًا السِّنُّ: شَيَّخَتْهُ.
وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ أَكْمَأَ عَلَى الْأَمْرِ، إِذَا عَزَمَ عَلَيْهِ.
(كَمَتَ) الْكَافُ وَالْمِيمُ وَالتَّاءُ كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ تَدُلُّ عَلَى لَوْنٍ مِنَ الْأَلْوَانِ مِنْ ذَلِكَ الْكُمْتَةِ، وَهِيَ لَوْنٌ لَيْسَ بِأَشْقَرَ وَلَا أَدْهَمَ. يُقَالُ: فَرَسٌ كُمَيْتٌ. وَلَمْ يَجِئْ إِلَّا كَذَا عَلَى صُورَةِ الْمُصَغَّرِ. وَالْكُمَيْتُ: الْخَمْرُ فِيهَا سَوَادٌ وَحُمْرَةٌ.
(كَمَحَ) الْكَافُ وَالْمِيمُ وَالْحَاءُ كَلِمَاتٌ لَا تَنْقَاسُ، وَفِي بَعْضِهَا شَكٌّ، غَيْرَ أَنَّا ذَكَرْنَا مَا ذَكَرُوهُ. قَالُوا: أَكْمَحَ الْكَرْمُ، إِذَا تَحَرَّكَ لِلْإِيرَاقِ. وَقَالُوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute