(جَزَعَ) الْجِيمُ وَالزَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الِانْقِطَاعُ، وَالْآخَرُ جَوْهَرٌ مِنَ الْجَوَاهِرِ.
فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَيَقُولُونَ جَزَعْتُ الرَّمْلَةَ إِذَا قَطَعْتَهَا ; وَمِنْهُ: جِزْعُ الْوَادِي، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَقْطَعُهُ مِنْ أَحَدِ جَانِبَيْهِ إِلَى الْجَانِبِ ; وَيُقَالُ هُوَ مُنْعَطَفُهُ. فَإِنْ كَانَ كَذَا فَلِأَنَّهُ انْقَطَعَ عَنِ الِاسْتِوَاءِ فَانْعَرَجَ. وَالْجَزَعُ: نَقِيضُ الصَّبْرِ، وَهُوَ انْقِطَاعُ الْمُنَّةِ عَنْ حَمْلِ مَا نَزَلَ. وَ [الْجُِزْعَةُ] هِيَ الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ، وَهُوَ قِيَاسُ الْبَابِ.
وَأَمَّا الْآخَرُ فَالْجَِزْعُ، وَهُوَ الْخَرَزُ الْمَعْرُوفُ. وَيُقَالُ بُسْرَةٌ مُجَزَّعَةٌ، إِذَا بَلَغَ الْإِرْطَابُ نِصْفَهَا، وَتُشْبِهُ حِينَئِذٍ الْجَِزْعَ.
(جَزْلٌ) الْجِيمُ وَالزَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا عِظَمُ الشَّيْءِ مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَالثَّانِي الْقَطْعُ.
فَالْأَوَّلُ الْجَزْلُ، وَهُوَ مَا عَظُمَ مِنَ الْحَطَبِ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ، فَقِيلَ: أَجْزَلَ فِي الْعَطَاءِ. وَمِنْهُ الرَّأْيُ الْجَزْلُ مِنَ الْبَابِ الثَّانِي، وَسَنَذْكُرُهُ. فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ:
فَوَيْهًا لِقِدْرِكَ وَيْهًا لَهَا ... إِذَا اخْتِيرَ فِي الْمَحْلِ جَزْلُ الْحَطَبِ
فَإِنَّهُ اخْتَصَّ الْجَزْلَ لِأَنَّ اللَّحْمَ يَكُونُ غَثَّا فَيُبْطِئُ نُضْجُهُ فَيُلْتَمَسُ لَهُ الْجَزْلُ.
وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَيَقُولُ الْعَرَبُ: جَزَلْتُ الشَّيْءَ جِزْلَتَيْنِ، أَيْ قَطَعْتُهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute