للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمَّا تَقَضَّتْ حَاجَةٌ مِنْ تَحَمُّلِ ... وَأَظْهَرْنَ وَاقْلَوْلَى عَلَى عُودِهِ الْجَحْلُ

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ جَحَّلْتُ الرَّجُلَ صَرَعْتُهُ فَهُوَ مِنْ هَذَا ; لِأَنَّ الْمَصْرُوعَ لَا بُدَّ أَنْ يَتَحَوَّزَ وَيَتَجَمَّعَ. قَالَ الْكُمَيْتُ:

وَمَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ أَشْعَثَ دَامِيًا ... وَأَنَّ أَبَا جَحْلٍ قَتِيلٌ مُجَحَّلٌ

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ الْجُحَالُ، وَهُوَ السُّمُّ الْقَاتِلُ. قَالَ:

جَرَّعَهُ الذَّيْفَانَ وَالْجُحَالَا

(جَحَمَ) الْجِيمُ وَالْحَاءُ وَالْمِيمُ عُظْمُهَا بِهِ الْحَرَارَةُ وَشِدَّتُهَا. فَالْجَاحِمُ الْمَكَانُ الشَّدِيدُ الْحَرِّ. قَالَ الْأَعْشَى:

يُعِدُّونَ لِلْهَيْجَاءِ قَبْلَ لِقَائِهَا ... غَدَاةَ احْتِضَارِ الْبَأْسِ وَالْمَوْتُ جَاحِمُ

وَبِهِ سُمِّيَتِ الْجَحِيمُ جَحِيمًا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ مِنْهُ الْجَحْمَةُ الْعَيْنُ، وَيُقَالُ إِنَّهَا بِلُغَةِ الْيَمَنِ. وَكَيْفَ كَانَ فَهِيَ مِنْ هَذَا الْأَصْلِ ; لِأَنَّ الْعَيْنَيْنِ سِرَاجَانِ مُتَوَقِّدَانِ. قَالَ:

أَيَا جَحْمَتِي بَكِّي عَلَى أُمِّ عَامِرٍ ... أَكِيلَةِ قِلَّوْبٍ بِإِحْدَى الْمَذَانِبِ

قَالُوا: جَحْمَتَا الْأَسَدِ عَيْنَاهُ فِي اللُّغَاتِ كُلِّهَا. وَهَذَا صَحِيحٌ ; لِأَنَّ عَيْنَيْهِ أَبَدًا

<<  <  ج: ص:  >  >>