للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالسَّاحِبَاتِ ذُيُولَ الْخَزِّ آوِنَةً ... وَالرَّافِلَاتِ عَلَى أَعِجَازِهَا الْعِجَلُ

وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا خَفِيفَةٌ يَعْجَلُ بِهَا حَامِلُهَا. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْعَجُولُ مِنَ الْإِبِلِ، الْوَالِهُ الَّتِي فَقَدَتْ وَلَدَهَا، وَالْجَمْعُ عُجُلٌ. وَأَنْشَدَ:

أَحِنُّ إِلَيْكَ حَنِينَ الْعَجُولِ ... إِذَا مَا الْحَمَامَةُ نَاحَتْ هَدِيلًا

وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

فَمَا عَجُولٌ عَلَى بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ ... قَدْ سَاعَدَتْهَا عَلَى التَّحْنَانِ أَظْآرُ

قَالُوا: وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْمَرْأَةِ الثَّكْلَى عَجُولٌ، وَالْجَمْعُ عُجُلٌ. قَالَ الْأَعْشَى:

حَتَّى يَظَلَّ عَمِيدُ الْقَوْمِ مُرْتَفِقًا ... يَدْفَعُ بِالرَّاحِ عَنْهُ نِسْوَةٌ عُجُلُ

وَلَمْ يُفَسِّرُوهُ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا. قُلْنَا: وَتَفْسِيرُهُ مَا يَلْحَقُ الْوَالِهَ عِنْدَ وَلَهِهِ مِنَ الِاضْطِرَابِ وَالْعَجَلَةِ، إِلَّا أَنَّ هَذِهِ الْعَجُولَ لَمْ يُبْنَ مِنْهَا فِعْلٌ فَيُقَالُ: عَجِلَتْ، كَمَا بُنِيَ مِنَ الثُّكْلِ ثَكِلَتْ، وَالْأَصْلُ فِيهِ وَاحِدٌ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ مِنَ الْعَرَبِ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْعِجْلُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ; وَفِي لُغَةٍ عِجَّوْلُ، وَالْجُمَعُ عَجَاجِيلُ، وَالْأُنْثَى عِجْلَةٌ وَعِجْوَلَةٌ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الرَّجُلُ عِجْلًا.

(عَجَمَ) الْعَيْنُ وَالْجِيمُ وَالْمِيمُ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: أَحَدُهَا يَدُلُّ عَلَى سُكُوتٍ وَصَمْتٍ، وَالْآخَرُ عَلَى صَلَابَةٍ وَشِدَّةٍ، وَالْآخَرُ عَلَى عَضٍّ وَمَذَاقَةٍ.

فَالْأَوَّلُ الرَّجُلُ الَّذِي لَا يُفْصِحُ، هُوَ أَعْجَمُ، وَالْمَرْأَةُ عَجْمَاءُ بَيِّنَةُ الْعُجْمَةِ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:

<<  <  ج: ص:  >  >>