للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَقُولُونَ: الظَّبَاظِبُ: صَلِيلُ أَجْوَافِ الْإِبِلِ مِنَ الْعَطَشِ ; وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ; وَقِيلَ: هُوَ تَصْحِيفٌ، وَهُوَ بِالطَّاءِ. فَأَمَّا الَّذِي فِي الْكِتَابِ الَّذِي لِلْخَلِيلِ أَنَّ الظَّابَّ السِّلْفُ - فَأُرَاهُ غَلِطَ عَلَى الْخَلِيلِ ; لِأَنَّ الَّذِي سَمِعْنَاهُ: الظَّأْبُ، بِالتَّخْفِيفِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ.

(ظَرَّ) الظَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى حَجَرٍ مُحَدَّدِ الطَّرَفِ. يَقُولُونَ: إِنَّ الظُّرَرَ: حَجَرٌ مُحَدَّدٌ صُلْبٌ، وَالْجَمْعُ: ظِرَّانٌ. قَالَ:

بِجَسْرَةٍ تَنْجُلُ الظِّرَّانَ نَاجِيَةٍ ... إِذَا تَوَقَّدَ فِي الدَّيْمُومَةِ الظُّرَرُ

وَأَظَرَّ الرَّجُلُ: مَشَى عَلَى الظِّرَارِ. وَيَقُولُونَ: " أَظِرِّيَ إِنَّكَ نَاعِلَةٌ ". يَقُولُونَ: امْشِي عَلَى الظُّرَرِ، فَإِنَّ عَلَيْكِ نَعْلَيْنِ، يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُكَلَّفُ عَمَلًا يَقْوَى عَلَيْهِ. وَيُقَالُ الْمَظَرَّةُ: الْحَجَرُ يُقْدَحُ بِهِ، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ حَجَرٌ يُقَطَّعُ بِهِ شَيْءٌ يَكُونُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ كَالثُّؤْلُولِ. وَيُقَالُ: أَرْضٌ مَظَرَّةٌ: كَثِيرَةُ الظُّرَرِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ: اظْرَوْرَى، أَيِ انْتَفَخَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>