للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي شَيْءٍ. وَأَصْلُهُ الْعَبَسُ. مَا يَبِسَ عَلَى هُلْبِ الذَّنَبِ مِنْ بَعْرٍ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ مِنَ الْإِبِلِ كَالْوَذَحِ مِنَ الشَّاءِ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:

كَأَنَّ فِي أَذْنَابِهِنَّ الشُّوَّلِ ... مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُونَ الْأُيَّلِ

وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ مَرَّ بِإِبِلٍ قَدْ عَبَسَتْ فِي أَبْوَالِهَا. وَقَالَ جَرِيرٌ يَذْكُرُ رَاعِيَةً:

تَرَى الْعَبَسَ الْحَوْلِيَّ جَوْنًا بِكُوعِهَا ... لَهَا مَسَكًا مِنْ غَيْرِ عَاجٍ وَلَا ذَيْلِ

ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْ هَذَا: الْيَوْمُ الْعَبُوسُ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْكَرِيهُ. وَاشْتُقَّ مِنْهُ عَبَسَ الرَّجُلُ يَعْبِسُ عُبُوسًا، وَهُوَ عَابِسُ الْوَجْهِ: غَضْبَانُ. وَعَبَّاسٌ، إِذَا كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ.

(عَبَطَ) الْعَيْنُ وَالْبَاءُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى شِدَّةٍ تُصِيبُ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ. وَهَذِهِ عِبَارَةٌ ذَكَرَهَا الْخَلِيلُ، وَهِيَ صَحِيحَةٌ مُنْقَاسَةٌ. فَالْعَبْطُ: أَنْ تُعْبَطَ النَّاقَةُ صَحِيحَةً مِنْ غَيْرِ دَاءٍ وَلَا كَسْرٍ. قَالُوا: وَالْعَبِيطُ: الطَّرِيُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرُوهُ فِي الطَّرِيِّ تَوَسُّعٌ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا الْأَصْلُ مَا ذُكِرَ. يُقَالُ مِنَ الْأَوَّلِ: عُبِطَتِ النَّاقَةُ وَاعْتُبِطَتِ اعْتِبَاطًا، إِذَا نُحِرَتْ سَمِينَةً فَتِيَّةً مِنْ غَيْرِ دَاءٍ. قَالُوا: وَالرَّجُلُ يَعْبِطُ بِنَفْسِهِ فِي الْحَرْبِ عَبْطًا، إِذَا أَلْقَاهَا فِيهَا غَيْرَ مُكْرَهٍ. وَالرَّجُلُ يَعْبِطُ الْأَرْضَ عَبْطًا، إِذَا حَفَرَ فِيهَا مَوْضِعًا لَمْ يُحْفَرْ قَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ مَرَّارٌ:

<<  <  ج: ص:  >  >>