للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أَمَلَ) الْهَمْزَةُ وَالْمِيمُ وَاللَّامُ أَصْلَانِ: الْأَوَّلُ التَّثَبُّتُ وَالِانْتِظَارُ، وَالثَّانِي الْحَبْلُ مِنَ الرَّمْلِ. فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَقَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَلُ الرَّجَاءُ، فَتَقُولُ أَمَّلْتُهُ أُؤَمِّلُهُ تَأْمِيلًا، وَأَمَلْتُهُ آمُلُهُ أَمْلًا وَإِمْلَةً عَلَى بِنَاءِ جِلْسَةٍ. وَهَذَا فِيهِ بَعْضُ الِانْتِظَارِ. وَقَالَ أَيْضًا: التَّأَمُّلُ التَّثَبُّتُ فِي النَّظَرِ. قَالَ:

تَأَمَّلْ خَلِيلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ ... تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُمِ

وَقَالَ الْمِرَارُ:

تَأَمَّلْ مَا تَقُولُ وَكُنْتَ قِدْمًا ... قُطَامِيَّا تَأَمُّلُهُ قَلِيلُ

الْقُطَامِيُّ: الصَّقْرُ، وَهُوَ مُكْتَفٍ بِنَظْرَةٍ وَاحِدَةٍ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْأَمِيلُ حَبْلٌ مِنَ الرَّمْلِ مُعْتَزِلٌ مُعْظَمَ الرَّمْلِ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ فَعِيلٍ، وَجَمْعُهُ أُمُلٌ. أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

وَقَدْ تَجَشَّمْتُ أَمِيلَ الَامْلِ

تَجَشَّمْتُ: تَعَسَّفْتُ. وَأَمِيلُ الْأُمُلِ: أَعْظَمُهَا. وَقَالَ:

فَانْصَاعَ مَذْعُورًا وَمَا تَصَدَّفَا ... كَالْبَرْقِ يَجْتَازُ أَمِيلًا أَعْرَفَا

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فِي الْمَثَلِ: " قَدْ كَانَ بَيْنَ الْأَمِيلَيْنِ مَحَلٌّ " يُرَادُ قَدْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مُتَّسَعٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>