للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي الْخِضَابِ: " «أَسْلِتِيهِ ثُمَّ أَرْغِمِيهِ» " تَقُولُ: أَلْقِيهِ فِي الرَّغَامِ. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ، ثُمَّ حُمِلَ عَلَيْهِ فَقَالَ الْخَلِيلُ: الرَّغْمُ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَكْرَهُ الْإِنْسَانُ. وَرَغَمَ فُلَانٌ، إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الِانْتِصَافِ. قَالَ: وَالرَّغَامُ: اسْمُ رَمْلَةٍ بِعَيْنِهَا. وَيُقَالُ رَاغَمَ فُلَانٌ قَوْمَهُ: نَابَذَهُمْ وَخَرَجَ عَنْهُمْ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْمُرَاغَمُ، وَهُوَ الْمَذْهَبُ وَالْمَهْرَبُ، فِي قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} [النساء: ١٠٠] . وَقَالَ الْجَعْدِيُّ:

عَزِيزِ الْمُرَاغَمِ وَالْمَهْرَبِ

وَيُقَالُ: مَالِي عَنْ ذَاكَ الْأَمْرِ مُرَاغَمٌ، أَيْ مَهْرَبِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْأَصْلَيْنِ الرُّغَامَى، قَالَ قَوْمٌ: هِيَ الْأَنْفُ; وَقَالَ آخَرُونَ: زِيَادَةُ الْكَبِدِ. قَالَ الشَّمَّاخُ:

لَهَا بِالرُّغَامَى وَالْخَيَاشِيمِ جَارِزٌ

(رَغَنَ) الرَّاءُ وَالْغَيْنُ وَالنُّونُ فِيهِ كَلَامٌ إِنْ صَحَّ. يَقُولُونَ الْإِرْغَانُ: الْإِصْغَاءُ إِلَى الْإِنْسَانِ وَالْقَبُولُ لَهُ وَالرِّضَا بِهِ. وَالرَّغْنُ كَذَلِكَ أَيْضًا. وَحَكَوْا عَنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>