للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَكَّةَ، هُوَ الْمُدَارُ بِالْبَيْتِ. وَالْحِجْرُ: الْقَرَابَةُ. وَالْقِيَاسُ فِيهَا قِيَاسُ الْبَابِ ; لِأَنَّهَا ذِمَامٌ وَذِمَارٌ يُحْمَى وَيُحْفَظُ. قَالَ:

يُرِيدُونَ أَنْ يُقْصُوهُ عَنِّي وَإِنَّهُ ... لَذُو حَسَبٍ دَانٍ إِلَيَّ وَذُو حِجْرِ

وَالْحِجْرُ: الْحَرَامُ. وَكَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ يَخَافُهُ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، فَيَقُولُ: حِجْرًا ; أَيْ حَرَامًا ; وَمَعْنَاهُ حَرَامٌ عَلَيْكَ أَنْ تَنَالَنِي بِمَكْرُوهٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَأَى الْمُشْرِكُونَ مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ فَيَقُولُونَ: {حِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: ٢٢] ، فَظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُهُمْ فِي الْآخِرَةِ كَمَا كَانَ يَنْفَعُهُمْ فِي الدُّنْيَا. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْقَائِلِ:

حَتَّى دَعَوْنَا بِأَرْحَامٍ لَهُمْ سَلَفَتْ ... وَقَالَ قَائِلُهُمْ إِنِّي بِحَاجُورِ

وَالْمَحَاجِرُ: الْحَدَائِقُ: وَاحِدُهَا مَحْجِرٌ. قَالَ لَبِيدٌ:

تُرْوِي الْمَحَاجِرَ بَازِلٌ عُلْكُومُ

(حَجَزَ) الْحَاءُ وَالْجِيمُ وَالزَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدُ الْقِيَاسِ، وَهُوَ الْحَوْلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: حَجَزْتُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ وَذَلِكَ أَنْ يُمْنَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ " حَجَازَيْكَ " عَلَى وَزْنِ حَنَانَيْكَ، أَيِ احْجُزْ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْحِجَازُ حِجَازًا لِأَنَّهَا حَجَزَتْ بَيْنَ نَجْدٍ وَالسَّرَاةِ. وَحُجْزَةُ الْإِزَارِ: مَعْقِدُهُ. وَحُجْزَةُ السَّرَاوِيلِ: مَوْضِعُ التِّكَّةِ، وَهَذَا عَلَى التَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ، كَأَنَّهُ حَجَزَ بَيْنَ الْأَعْلَى وَالْأَسْفَلِ. وَيُقَالُ: " كَانَتْ بَيْنَ الْقَوْمِ رِمِّيَّا ثُمَّ صَارَتْ إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>