للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فَنَّ) الْفَاءُ وَالنُّونُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى تَعْنِيَةٍ، وَالْآخَرُ عَلَى ضَرْبٍ مِنَ الضُّرُوبِ فِي الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا.

فَالْأَوَّلُ: الْفَنُّ، وَهُوَ التَّعْنِيَةُ وَالْإِطْرَادُ الشَّدِيدُ. يُقَالُ: فَنَنْتُهُ فَنًّا، إِذَا أَطْرَدْتُهُ وَعَنَّيْتُهُ.

وَالْآخَرُ الْأَفَانِينُ: أَجْنَاسُ الشَّيْءِ وَطُرُقُهُ. وَمِنْهُ الْفَنَنُ، وَهُوَ الْغُصْنُ، وَجَمْعُهُ أَفْنَانٌ، وَيُقَالُ: شَجَرَةٌ فَنْوَاءُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كَأَنَّ تَقْدِيرَهُ فَنَّاءُ.

(فَهَّ) الْفَاءُ وَالْهَاءُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تَدَلٍّ عَلَى الْعِيِّ وَمَا أَشْبَهَهُ، مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْفَهُّ، وَهُوَ الْعَيِيُّ، وَالْمَرْأَةُ فَهَّةٌ، وَمَصْدَرُهُ الْفَهَاهَةُ. قَالَ:

فَلَمْ تَلْقَنِي فَهًّا وَلَمْ تَلْقَ حُجَّتِي ... مُلَجْلَجَةً أَبْغِي لَهَا مَنْ يُقِيمُهَا

وَيُقَالُ: خَرَجْتُ لِحَاجَةٍ فَأَفَهَّنِي فُلَانٌ حَتَّى فَهِهْتُ، أَيْ أَنْسَانِيهَا.

(فَأَّ) الْفَاءُ وَالْهَمْزَةُ مَعَ مُعْتَلٍّ بَيْنَهُمَا، كَلِمَاتٌ تَدُلُّ عَلَى الرُّجُوعِ. يُقَالُ: فَاءَ الْفَيْءُ، إِذَا رَجَعَ الظِّلُّ مِنْ جَانِبِ الْمَغْرِبِ إِلَى جَانِبِ الْمَشْرِقِ. وَكُلُّ رُجُوعٍ فَيْءٌ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: ٩] ، أَيْ تَرْجِعَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

تَيَمَّمَتِ الْعَيْنُ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عِرْمِضُهَا طَامِ

يُقَالُ مِنْهُ: فَيَّأَتِ الشَّجَرَةُ، وَتَفَيَّأْتُ أَنَا فِي فَيْئِهَا. وَالْمَرْأَةُ تُفَيِّئُ شَعْرَهَا، إِذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>