(بَعَكَ) الْبَاءُ وَالْعَيْنُ وَالْكَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَجْمَعُ التَّجَمُّعَ وَالِازْدِحَامَ وَالِاخْتِلَاطَ. قَالَ الدُّرَيْدِيُّ: الْبَعَكُ الْغِلَظُ فِي الْجِسْمِ وَالْكَزَازَةُ، وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ بَعْكَكٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ.
قَالَ غَيْرُهُ: تَرَكْتُهُ فِي بَعْكُوكَةِ الْقَوْمِ، أَيْ: مُجْتَمَعِ مَنَازِلِهِمْ، وَنَرَى أَنَّهُ فَتَحَ الْبَاءَ فَقَالَ فَعْلُولَةً، لِأَنَّهُ أَخْرَجَهُ مُخْرَجَ الْمَصَادِرِ، مِثْلَ سَارَ سَيْرُورَةً، وَحَادَ حَيْدُودَةً، وَقَالَ قَيْلُولَةً. وَأَنْشَدَ:
يَخْرُجْنَ مِنْ بَعْكُوكَةِ الْخِلَاطِ ... وَهُنَّ أَمْثَالُ السُِّرَى الْأَمْرَاطِ
وَأَمَّا الْبَصْرِيُّونَ فَإِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ هَذَا الْبِنَاءَ فِي الْمَصَادِرِ إِلَّا لِلْمُعْتَلَّاتِ. قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: بُعْكُوكَةُ الشَّيْءِ وَسَطُهُ. قَالَ عُبَيْدُ بْنُ أَيُّوبَ:
وَيَا رَبِّ إِلَّا تَعْفُ عَنِّيَ تُلْقِنِي ... مِنَ النَّارِ فِي بُعْكُوكِهَا الْمُتَدَانِي
وَيُقَالُ: وَقَعَ فِي بَعْكُوكَاءَ، أَيْ: شَرٍّ وَجَلَبَةٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْبَعْكُوكَةُ ازْدِحَامُ الْإِبِلِ فِي اجْتِمَاعِهَا، وَقِيلَ هِيَ الْجَمَاعَةُ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ بَعَاكِيكُ.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْبَاعِكُ مِنَ الرِّجَالِ الْهَالِكُ حُمْقًا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ الْأَصْلِ لِأَنَّهُ مُخْتَلِطٌ.
(بَعَلَ) الْبَاءُ وَالْعَيْنُ وَاللَّامُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ: فَالْأَوَّلُ الصَّاحِبُ، يُقَالُ لِلزَّوْجِ بَعْلٌ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ بَعْضَ الْأَصْنَامِ بَعْلًا. وَمِنْ ذَلِكَ الْبِعَالُ، وَهُوَ مُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ: «إِنَّهَا أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَبِعَالٍ» . قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute