مِنْهُ قَوْلَهُمْ: النَّاجِسُ: الدَّاءُ لَا دَوَاءَ لَهُ. قَالَ سَاعِدَةٌ الْهُذَلِيُّ:
وَالشَّيْبُ دَاءٌ نَجِيسٌ لَا دَوَاءَ لَهُ ... لِلْمَرْءِ كَانَ صَحِيحًا صَائِبَ الْقُحَمِ
كَأَنَّهُ إِذَا طَالَ بِالْإِنْسَانِ نَجِسَهُ [أَوْ نَجَّسَهُ] ، أَيْ قَذِرَهُ أَوْ قَذَّرَهُ. أَمَّا التَّنْجِيسُ فَشَيْءٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُهُ، كَانُوا يُعَلِّقُونَ عَلَى الصَّبِيِّ شَيْئًا يُعَوِّذُونَهُ مِنَ الْجِنِّ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ عَظْمٌ أَوْ مَا أَشْبَهَهُ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ تَنْجِيسًا. قَالَ:
وَعَلَّقَ أَنْجَاسًا عَلَيَّ الْمُنَجِّسُ.
(نَجَشَ) النُّونُ وَالْجِيمُ وَالشِّينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى إِثَارَةِ شَيْءٍ. مِنْهُ النَّجْشُ: أَنْ تُزَايِدَ فِي الْمَبِيعِ بِثَمَنٍ كَثِيرٍ لِيَنْظُرَ إِلَيْكَ النَّاظِرُ فَيَقَعَ فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: " «لَا تَنَاجَشُوا» "، كَأَنَّ النَّاجِشَ اسْتَثَارَ تِلْكَ الزِّيَادَةَ. وَالنَّاجِشُ: الَّذِي يُثِيرُ الصَّيْدَ. وَنَجَشْتُ الصَّيْدَ: اسْتَثَرْتُهُ. وَكَذَا نَجَشَ الْإِبِلَ يَنْجُشُهَا: جَمَعَهَا بَعْدَ تَفَرُّقٍ. قَالَ:
غَيْرَ السُّرَى وَالسَّائِقِ النَّجَّاشِ
وَمِنَ الْبَابِ النِّجَاشَةُ: سُرْعَةُ الْمَشْيِ. وَمَرَّ يَنْجُشُ نَجِيشًا. وَكَأَنَّهُ يُرَادُ بِهِ يُثِيرُ التُّرَابَ فِي مَشْيِهِ. وَيُقَالُ إِنَّ اسْمَ النَّجَاشِيِّ مُشْتَقٌّ مِنْهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute