للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ تَخَلَّفَ جَعْفَرُ بْنُ قُرَيْعٍ، فَجَاءَ وَلَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاقَةِ إِلَّا الْأَنْفُ فَذَهَبَ بِهِ، فَسَمَّوْهُ بِهِ. هَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّ قُرَيْعَ بْنَ عَوْفٍ نَحَرَ جَزُورًا وَكَانَ لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِنَّ بِلَحْمٍ خَلَا أُمَّ جَعْفَرٍ، فَقَالَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ: اذْهَبْ وَاطْلُبْ مِنْ أَبِيكَ لَحْمًا. فَجَاءَ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْأَنْفُ فَأَخَذَهُ فَلَزِمَهُ وَهُجِيَ بِهِ. وَلَمْ يَزَالُوا يُسَبُّونَ بِذَلِكَ، إِلَى أَنْ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

قَوْمٌ هُمُ الْأَنْفُ وَالْأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ ... وَمَنْ يُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا

فَصَارَ بِذَلِكَ مَدْحًا لَهُمْ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: فُلَانٌ أَنْفِي، أَيْ: عِزِّي وَمَفْخَرِي. قَالَ شَاعِرٌ:

وَأَنْفِي فِي الْمَقَامَةِ وَافْتِخَارِي

قَالَ الْخَلِيلُ: أَنْفُ اللِّحْيَةِ طَرَفُهَا، وَأَنْفُ كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُهُ. قَالَ:

وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ أَنْفِ لِحْيَتِكَ الْيَدُ

وَأَنْفُ الْجَبَلِ: أَوَّلُهُ وَمَا بَدَا لَكَ مِنْهُ. قَالَ:

خُذَا أَنْفَ هَرْشَى أَوْقَفَاهَا فَإِنَّهُ ... كِلَا جَانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَرِيقُ

قَالَ يَعْقُوبُ: أَنْفُ الْبَرْدِ: أَشَدُّهُ. وَجَاءَ يَعْدُو أَنْفَ الشَّدِّ، أَيْ: أَشَدَّهُ. وَأَنْفُ الْأَرْضِ: مَا اسْتَقْبَلَ الْأَرْضَ مِنَ الْجَلَدِ وَالضَّوَاحِي. وَرَجُلٌ مِئْنَافٌ: يَسِيرُ فِي أَنْفِ النَّهَارِ. وَخَمْرَةٌ أُنُفٌ أَوَّلُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا. قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>