للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: امْرَأَةٌ فَرْعَاءُ: كَثِيرَةُ الشَّعْرِ. وَلَا يَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ عَظِيمَ الْجُمَّةِ: أَفْرَعُ، إِنَّمَا يَقُولُونَ رَجُلٌ أَفْرَعُ ضِدُّ الْأَصْلَعِ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَفْرَعُ.

وَرَجُلٌ مُفْرَعُ الْكَتِفِ، أَيْ نَاشِزُهَا، وَيُقَالُ عَرِيضُهَا.

وَمِنَ الْبَابِ: افْتَرَعْتُ الْبِكْرَ: افْتَضَضْتُهَا، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَقْهَرُهَا وَيَعْلُوهَا. وَأَفْرَعْتُ الْأَرْضَ: جَوَّلْتُهَا فَعَرَفْتُ خَبَرَهَا. وَفَرْعَةُ الطَّرِيقِ وَفَارِعَتُهُ: مَا ارْتَفَعَ مِنْهُ. وَتَفَرَّعْتُ بَنِي فُلَانٍ: تَزَوَّجْتُ سَيِّدَةَ نِسَائِهِمْ. وَفَرَعْتُ رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ: عَلَوْتُهُ. وَفَرَعْتُ الْجَبَلَ: صِرْتُ فِي ذِرْوَتِهِ.

وَمِمَّا يُقَارِبُ هَذَا الْقِيَاسَ وَلَيْسَ هُوَ بِعَيْنِهِ: الْفَرَعُ: أَوَّلُ نِتَاجِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْهُ الْفَرَعَةُ: دُوَيْبَّةٌ، وَتَصْغِيرُهَا فُرَيْعَةٌ، وَبِهَا سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ.

وَمِمَّا شَذَّ أَيْضًا الْفَرَعُ، كَانَ شَيْئًا يُعْمَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، يُعْمَدُ إِلَى جِلْدِ سَقْبٍ فَيُلْبَسُهُ سَقْبٌ آخَرُ لِتَرْأَمَهُ أُمُّ الْمَنْحُورِ أَوِ الْمَيِّتِ، فِي شِعْرِ أَوْسٍ:

وَشُبِّهَ الْهَيْدَبُ الْعَبَامُ مِنَ الْ ... أَقْوَامِ سَقْبًا مُجَلَّلًا فَرَعًا

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: أَفْرَعْتُ فِي الْوَادِي: انْحَدَرْتُ، فَهَذَا إِنَّمَا هُوَ عَلَى الْفَرْقِ بَيْنَ فَرَعْتُ وَأَفْرَعْتُ. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: " لَقِيتُ فُلَانًا فَارِعًا مُفْرِعًا ". يَقُولُ: أَحَدُنَا مُنْحَدِرٌ وَالْآخَرُ مُصْعِدٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>