للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَهَذَا أَصْلٌ صَحِيحٌ. وَأَمَّا الثُّبَةُ فَالْعُصْبَةُ مِنَ الْفُرْسَانِ، يَكُونُونَ ثُبَةً، وَالْجُمَعَ ثُبَاتٌ وَثُبُونٌ. قَالَ عَمْرٌو:

فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَتِنَا عَلَيْهِمْ ... فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبًا ثُبِينًا

قَالَ الْخَلِيلُ: وَالثُّبَةُ أَيْضًا ثُبَةُ الْحَوْضِ، وَهُوَ وَسَطُهُ الَّذِي يَثُوبُ [إِلَيْهِ الْمَاءُ] . وَهَذَا تَعْلِيلٌ مِنَ الْخَلِيلِ لِلْمَسْأَلَةِ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ السَّاقِطَ مِنَ الثُّبَةِ وَاوٌ قَبْلَ الْبَاءِ ; لِأَنَّهُ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ يَثُوبُ. وَقَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: أَمَّا الْعَامَّةُ فَإِنَّهُمْ يُصَغِّرُونَهَا عَلَى ثُبَيَّةٍ، يَتْبَعُونَ اللَّفْظَ. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ ثُوَيْبَةُ فِي تَصْغِيرِ ثُبَةِ الْحَوْضِ، فَإِنَّهُمْ لَزِمُوا الْقِيَاسَ فَرَدُّوا إِلَيْهَا النُّقْصَانَ فِي مَوْضِعِهِ، كَمَا قَالُوا فِي تَصْغِيرِ رَوِيَّةٍ رُوَيِّئَةٌ لِأَنَّهَا مِنْ رَوَّأْتُ. وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ الْأَصْلَ فِي ثُبَةِ الْحَوْضِ وَثُبَةِ الْخَيْلِ وَاحِدٌ، لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا. وَالتَّصْغِيرُ فِيهِمَا ثُبَيَّةٌ، وَقِيَاسُهُ مَا بَدَأْنَا بِهِ الْبَابَ فِي ذِكْرِ التَّثْبِيَةِ، وَهُوَ مِنْ ثَبَّى عَلَى الشَّيْءِ إِذَا دَامَ. وَأَمَّا اشْتِقَاقُهُ الرَّوِيَّةَ وَأَنَّهَا مِنْ رَوَّأْتُ فَفِيهِ نَظَرٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>