الْحَوَرُ أَنْ تَسْوَدَّ الْعَيْنُ كُلُّهَا مِثْلُ الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. وَلَيْسَ فِي بَنِي آدَمَ حَوَرٌ. قَالَ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلنِّسَاءِ حُورُ الْعُيُونِ، لِأَنَّهُنَّ شُبِّهْنَ بِالظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَا أَدْرِي مَا الْحَوَرُ فِي الْعَيْنِ. وَيُقَالُ حَوَّرَتِ الثِّيَابَ، أَيْ بَيَّضْتُهَا، وَيُقَالُ لِأَصْحَابِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ الْحَوَارِيُّونَ ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُحَوِّرُونَ الثِّيَابَ، أَيْ يُبَيِّضُونَهَا. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ، ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ نَاصِرٍ حَوَارِيٌّ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: " «الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيِّي مِنْ أُمَّتِي» ". وَالْحَوَارِيَّاتُ: النِّسَاءُ الْبَيْضُ. قَالَ:
فَقُلْ لِلْحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنَا ... وَلَا يَبْكِنَا إِلَّا الْكِلَابُ النَّوَابِحُ
وَالْحُوَّارَى مِنَ الطَّعَامِ: مَا حُوِّرَ، أَيْ بُيِّضَ. وَاحْوَرَّ الشَّيْءُ: ابْيَضَّ، احْوِرَارًا. قَالَ:
يَا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ ... فَمَنْ حَلِيفُ الْجَفْنَةِ الْمُحَوَرَّهْ
أَيِ الْمُبَيَّضَةِ بِالسَّنَامِ. وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُسَمِّي النَّجْمَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُشْتَرِي " الْأَحْوَرَ ".
وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ الْحَوَرُ، وَهُوَ مَا دُبِغَ مِنَ الْجُلُودِ بِغَيْرِ الْقَرَظِ وَيَكُونُ لَيِّنًا، وَلَعَلَّ ثَمَّ أَيْضًا لَوْنًا. قَالَ الْعَجَّاجُ:
بِحَجِنَاتٍ يَتَثَقَّبْنَ الْبُهَرْ ... كَأَنَّمَا يَمْزِقْنَ بِاللَّحْمِ الْحَوَرْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute