للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ ذَلِكَ رَجُلٌ (مُحَصْرَمٌ) : قَلِيلُ الْخَيْرِ. وَالْأَصْلُ أَنَّ الْمِيمَ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْحَصُورِ وَالْحَصِرِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ (الْحِصْرِمُ) . وَمِنْهُ (الْحِثْرِمَةُ) وَهِيَ الدَّائِرَةُ الَّتِي تَحْتَ الْأَنْفِ وَسَطَ الشَّفَةِ الْعُلْيَا.

وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ حَثَمَ وَثَرَمَ. فَحَثَمَ مِنَ الْجَمْعِ ; وَثَرَمَ مِنْ أَنْ يَنْثَرِمَ الشَّيْءُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْحِنْزَقْرَةُ) ، وَهُوَ الْقَصِيرُ. وَهَذَا مِنَ الْحَزْقِ وَالْحَقْرِ، مَعَ زِيَادَةِ النُّونِ. فَالْحَقْرُ مِنَ الْحَقَارَةِ وَالصِّغَرِ، وَالْحَزْقُ كَأَنَّ خَلْقَهُ حُزِقَ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْحَلْبَسُ) ، وَهُوَ الشُّجَاعُ. وَهَذَا مَنْحُوتٌ مَنْ حَلَسَ وَحَبَسَ. فَالْحِلْسُ: اللَّازِمُ لِلشَّيْءِ لَا يُفَارِقُهُ، وَالْحَبْسُ مَعْرُوفٌ، فَكَأَنَّهُ حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَى قِرْنِهِ وَحَلِسَ بِهِ لَا يُفَارِقُهُ. وَمِثْلُهُ: (الْحُلَابِسُ) . قَالَ الْكُمَيْتُ:

فَلَمَّا دَنَتْ لِلْكَاذَتَيْنِ وَأَحْرَجَتْ ... بِهِ حَلْبَسًا عِنْدَ اللِّقَاءِ حُلَابِسَا

وَمِنْ ذَلِكَ (تَحَتْرَشَ) الْقَوْمُ: حَشَدُوا، وَالتَّاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا الْأَصْلُ الْحَرْشُ وَالتَّحْرِيشُ، وَقَدْ مَرَّ. وَفِيهِ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ مِنْ حَتَرَ، وَأَصْلُهُ حَتَارُ الْخَيْمَةِ وَمَا أَطَافَ بِهَا مِنْ أَذْيَالِهَا، فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ تَجَمَّعُوا وَأَطَافَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، فَقَدْ صَارَتِ الْكَلِمَةُ إِذًا مِنْ بَابِ النَّحْتِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْحَوْأَبُ) : الْوَادِي الْوَاسِعُ الْعَرْضِ، وَالْحَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا الْأَصْلُ الْوَأْبُ، وَالْوَأْبُ الْوَاسِعُ الْمُقَعَّرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>