لا أرى الموت يسبق الموت شيء. . . نغص الموتُ ذا الغنى والفقيرا
ولم يقل: لا أرى الموت يسبقه شيء.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦)
(ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ).
رجع بالتأنيث على السقاية، ويجوز أن يكون أنث الصواع.
(كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ).
أي في سيرة الملك، وما يدين به الملك، لأن السارق في دين الملك
كان يغرم مِثْلَي مَا سَرِقَ، وكان عند آل يعقوبَ وفي مَذْهَبِهِم أنْ يَصِيرَ السارقُ عَبْداً يَسْتَرِقَهُ صاحب الشيء المسروق.
(إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ).
موضع (أَنْ) نصب، لما سقطت الباء أفضى الفعل فنصب، المعنى ما كان
ليأخذ أخاه في دين الملك إلا بمشيئة اللَّه.
(نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَنْ نَشَاءُ).
على إضافة الدرجات إلى " من " ويجوز (دَرَجَاتٍ) بالتنوين، على أن يكون
(مَنْ) في موضع نصب، المعنى نرفع من نشاء دَرَجاتٍ. ويجوز رفع درجات
من نشاء، وهي حسنة، ولا أعلمها رُوِيتْ فلا تقرأن بها إن لم تصح
فيها رواية.
(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ).
قيل في التفسير: فوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم إلى اللَّهِ
عزَّ وجلَّ.
* * *
(قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (٧٧)